تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما أسباب إفساده لمحارمه فإنها كثيرة، منها جلب آلات الملاهي إلى بيوته، وترك الإناث يقرأن في تلك الصحف، وينظرن في تلك الصور. ومنها عدم تفقد حالة بناته ونحوهن، فيتركهن وينشغل؛ فتخرج البنات وتخرج الزوجات ونحوهن إلى الطرق وإلى الأسواق. وقد يكن متجملات، بحيث إنها تلبس حليا وأسورة في ذراعيها.

ثم قد يبدو شيء من معصمها، يبدو كفها وذراعها، مما يكون سببا في اندفاع أهل الفساد نحوها واحتكاكهم بها، وربما يكون سببا في فعل الفواحش والمنكرات كما هذا واقع. فكثير من الشباب الفاسدين إذا رأوا مثل هذه المرأة تجوب الأسواق وقد أبدت شيئا من كفيها وساعديها وحليها أو أطراف قدميها أو لبست هذا اللباس الذي يبين حجم أعضائها افتتنوا بها وتابعوها وكلموها، وربما يعطونها رقم الهاتف أو يطلبونه منها، أو ما أشبه ذلك، ثم لا تسأل عما يحدث بعد ذلك. لا شك أن هذا من أسباب الفساد والعياذ بالله.

نحب أن نذكر أيضا بعض الأشياء التي يتساهل بعض النساء بها، فيتساءل كثيرون عن لباس النقاب. النقاب قديما غطاء للوجه، ساتر للوجه كله، وفيه فتحتان صغيرتان قدر رأس الإصبع، يستر الوجه ولا يمنع البصر تبصر به. وهو لباس غليظ من قماش غليظ لا يشف عما تحته. في هذه الأزمنة اعتاد بعض النساء ما يسمى بالنقاب، وهو واسع الفتحات، تبدو الحاجبان، ويبدو الأنف، وتبدو الوجنة، ويبدو ما بينهما.

ومع ذلك فإنها تكتحل، وتجمل وجهها، وتجمل مثلا حاجبيها؛ وذلك بلا شك من أسباب الفتنة التي تلفت الأنظار إليها. كذلك مما وقع فيه النساء ما يتعلق بالشعر. لا شك أيضا أن الأصل أن المرأة تربي شعر رأسها، ويكون زيادة في جمالها؛ ولكن ابتلينا في هذه الأزمنة بوفود العاهرات والكافرات اللاتي زين لهن تغير الشعر والتمثيل به. فمن ذلك قص الشعر إلى أن يكون حذاء الأذن، أو حذاء المنكب وذلك مُثْلة، وهذا مما ينكر على نساء هؤلاء هذا الزمان.

المرأة قديما كانت تربي شعرها؛ حتى يصل إلى السرة؛ حتى يصل إلى الورك، ثم مع ذلك ترجله وتسرحه وتفتله قرونا وضفائر وتفتخر إذا نشرته، وإذا رؤي ذلك منها، تفتخر بين النساء بهذا. لا شك أن هذا هو العادة المتبعة. فاللاتي ابتلين بتقليد الكافرات ونحوهن في قص الشعر قد أخلفن ما جاء في السنة. ذكرت أم عطية لما غسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم زينب قالت: فضفرنا رأسها ثلاثة قرون، وألقيناه خلفها ثلاثة قرون ضفائر وذوائب، قرن عن اليمين، وقرن عن اليسار، وقرن من الخلف.

وكثير من النساء كان إذا جدلن رؤوسهن جدائل قد يكون خمسة قرون أو ستة ويحرصن على كثرة ذلك، تغير هذا كله إلا ما شاء الله. هذا من التقليد، وهكذا أيضا ما يعمله بعضهن مما يسمى بالمدرجات؛ بحيث إنها تقص بعضه إلى نصف الهامة، وبعضه إلى ما وراء ذلك، وبعضه إلى القفا، وبعضه إلى الرقبة، وتجعله هكذا مدرجات. هذا بلا شك من التشبه.

كذلك أيضا ما ابتلي به كثير منهن من الأصباغ؛ بحيث إنها تصبغه بألوان متعددة؛ بما يسمى بالميش. ولا شك أيضا أنه تغيير لخلق الله، يدخل في قول الشيطان: {وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=119)} وكذلك في هذه الأزمنة أيضا يذهب النساء إلى ما يسمى بالكوافيرة، وتدفع لها مالا كثيرا على أن تصلح شعرها. وهذا من الخسران، وهذا أيضا من التمثيل، فتسرح شعرها تسريحات غريبة، وموضات كما يقولون منكرة، تحب أن تكون كل واحدة لها تسريحة مغايرة لغيرها. هذا كله من المنكر.

كان النساء كل واحدة تحسن أن تصلح نفسها، أن تصلح شعرها أو تصلح شعر بناتها وأخواتها، تضفره وتدهنه وتمشطه وتحسنه، ولا تحتاج إلى أن تذهب إلى هؤلاء. وهكذا أيضا تحمير الوجه ونحوه بما يسمى بالمكياج أو نحوه. وهكذا أيضا ما يحدث في الحفلات. إذا كان مثلا هناك حفلات زواج؛ فإنهم اعتادوا مثلا أن يجعلوا المرأة المتزوجة على منصة، ويلبسوها لباسا غريبا يكون واسع الأسفل، وتجلس أمام النساء كاشفة رأسها وكاشفة وجهها، أين الحياء الذي كان معروفا عند نساء المسلمين قديما؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير