تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكاية طريفة يرويها الشيخ ابن عثيمين وفيها فائدة حول كتاب الفروع]

ـ[خالد جمال]ــــــــ[03 - 05 - 10, 06:40 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

فهذه حكاية طريفة ذكرها الشيخ العلاّمة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - في أثناء شرحه لرسالة (الأصول من علم الأصول) باب الاجتهاد، وكان يحث الطلبة على الاستنباط من الأدلة فقال:

قوله: (أن يعرف من اللغة وأصول الفقه ما يتعلق بدلالات الألفاظ)

لا بد للمجتهد أن يعرف دلالات الألفاظ، وأن من الألفاظ ما هو عام، ومنها ما هو خاص، ومنها المطلق، ومنها المقيد حتى يحكم بما تقتضيه هذه الدلالات.

فمثلاً: إذا كان لا يعرف العموم، يعني: لا يعرف صيغ العموم، فلا يعرف أن هذا اللفظ للعموم، وهذا اللفظ للخصوص؛ فإنه لا يمكن أن يكون استنباطه للأحكام صحيحًا، لأنه قد يجعل ما ليس عامًّا عامًّا، وقد يجعل ما ليس مطلقًا مطلقًا، وهو لا يدري.

وهذا الشرط قريبٌ من الشرطِ الذي قبله.

وهذا الشرط في الحقيقة هو الثمرة، فقد يكون الإنسان عنده كل ما سبق من الشروط، لكن لا يستطيع أن يستنبط، بل هو مثل الببغاء، يقول ما يقوله غيره.

ويُذكر أنَّ بعض الطلبة كان عنده حفظٌ قوي، يحفظ كتاب (الفروع) لابن مفلح، أحد تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية، والفروع يسمى مكنسة المذهب؛ لأنه حاوٍ لكل مذهب الإمام أحمد، حتى الروايات والوجوه والاحتمالات والتخريجات فكلها موجودة فيه، وهو من أجمع ما يكون من الكتب.

فكان هذا الطالب يحفظ هذا المتن، لكنه لا يعرف أو يتمكن من أن يستنبط حكمًا واحدًا من هذا الكتاب، فكان أصحابه يخرجون به بدلاً من أن يذهبوا إلى المكتبة ليراجعوا، فكانوا يخرجون بهذا الكتاب، فإذا أشكلت عليهم مسألة، قالوا: ماذا قال صاحب الفروع في هذه المسألة؟ قال: والله لا أدري! لكن هذا في أي باب؟ قالوا: في الباب الفلاني. قال: استمعوا، ثم جعل يقرأ عليهم الكتاب، وهم الذين يستخرجون منه الفوائد فأطلقوا عليه لقباً – من باب المزح معه – فسموه: حمار الفروع، لأنه يحمله ولا ينتفع به.اهـ (شرح الأصول من علم الأصول) ص 678

قلتُ: ومن الطريف عن كتاب الفروع لابن مفلح قولهم: " أبو المحاسن جَدُّ فروعه، ومصحح فروعه " وأبوالمحاسن هو جمال الدين المرداوي صاحب كتاب (النهاية في تصحيح الفروع) بمعنى: أن ابن مفلح تزوج ابنته، فصار أبو المحاسن جدًّا لأولاد ابن مفلح، ومصححًا لكتابه (الفروع).

ولمزيد بيان يراجع كتاب العلاّمة الأديب بكر بن عبدالله أبو زيد – رحمه الله تعالى - (المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل) 2 /ص 754 وما بعدها.

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[04 - 05 - 10, 12:58 ص]ـ

أضحكك الله

ورحم الله حمار الفروع ...

ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 01:36 ص]ـ

جزاكم الله خير أخ خالد جمال

ونفع الله بكم

ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 06:11 ص]ـ

أليس حمار الفروع هذا أحد خلفاء بني العباس؟

ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[04 - 05 - 10, 10:09 م]ـ

أليس حمار الفروع هذا أحد خلفاء بني العباس؟

آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد كان يلقب بالحمار

قالوا: وسبب هذا اللقب أنه كان جلدا صبورا.

ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 10:37 م]ـ

خخخخخ

الله المستعان ..

ذلك الأخ جهل فسكت .. واقتصر على مهمته كحافظة .. لكن المشكلة في الحمير المتبجحة؛ التي تجهل لكنها لا تسكت، فهي تصر دوماً على أنها من جملة العلماء ..

والله المستعان .. والأدهى من ذلك أنهم لا يزالون يكذبون ويكذبون حتى يصدقهم الحمقى، فيلتف حولهم من فقد عقله، حتى يصدق الناس أن فلانا شيخ من الشيوخ! وإن زل فاجتهاد خاطئ! وهكذا يُصتع الكثير ممن ينتسبون إلى العلم .. وهم مع ذلك في ازدياد!

اللهم إنا نسألك العفو العافية في الدنيا والآخرة

ـ[خالد جمال]ــــــــ[05 - 05 - 10, 07:58 م]ـ

جزاكم الله خيراً

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[06 - 05 - 10, 02:33 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ولكن الا ترون ان هذا اللقب لا يليق بحامل علم شرعي

وصلى الله على معلم البشرية الادب:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل ما بعثني اله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت الكلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). (رواه البخاري، كتاب العلم، باب فضل من علم وعلم 1/ 175، ومسلم كتاب الفضائل، باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم، في 4/ 787 برقم 2282)

اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنا وعنه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير