[هل يؤخذ من عدم قتل الرسول صلى الله عليه وسلم للمنافقين ان من ارتد لا يقتل؟]
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يؤخذ من عدم قتل الرسول صلى الله عليه وسلم للمنافقين في عهده ان من اظهر ظاهره الاسلام وكفر بالله لا يقتل ولا يقام عليه الحد؟
ام ان الحكم بعدم قتل المنافقين منسوخ؟ ارجوا الافادة والجواب على هذا الاشكال فقد بحثت ولم اجد جوابا شافيا.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 05 - 10, 07:52 م]ـ
وهل المنافقين من المرتدين؟
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[03 - 05 - 10, 09:23 م]ـ
اخي ابو سلمى من العصر ادور وابحث في المواقع والحمد لله وجدت بعض المواضيع
بالنسبة لسؤالك المنافقين اظهرو ردتهم مثل استهزاءهم بالرسول صلى الله عليه واله وسلم وبالدين وقولهم تلك قسمه ما اريد بها وجه الله وقولهم عن انفسهم الاعز وعن الرسول صلى الله عليه واله وسلم الاذل حاشاه ذلك.
من الاجوبة التي رأيت وارجوا ان تصوبوني ان اخطأت:
1 - ان المنافقين عندما كانوا يظهرون الكفر كانوا يعتذرون بعده مباشرة او يحلفو بالله ما قالوا وهذه توبة والمرتد لا يقام عليه الحد الا اذا اصر على ردته ولم يتب.
2 - ان الامر نسخ وذلك لامره ابو بكر وعمر قتل الرجل الذي كان في الصلاة.
3 - انه تركهم تاليفا للاسلام كما قال ابن حجر.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[04 - 05 - 10, 06:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
أخي الحبيب إن قياس أهل النفاق الاعتقادي على أهل الردة فيه نظر.
ذلك أن أهل النفاق أعني الاعتقادي يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر وما يظهر منهم في لحن القول والفعل علامةعلى ما أبطنوا لكنهم هم من أهل المسارعة إلى التبرير إما على باب إظهار الندم على قولهم أو فعلهم أو الزهعم بعدم القصد، ولكنهم لما لم يكونوا يصرون على ما يكون ظاهره كفر حكم الشرع بإسلامهم. على مطلق دعواهم الإسلام وإظهار اعتذارهم.
أما أهل الردة فهم يصرون على قولهم ولا يتوبون عن فعلهم ويجاهرون في عداوتهم بل ويحاربون على ما ذهبوا إليه ويدعون له كما لا يخفى.
وعليه إن قياس أهل النفاق على أهل الردة فيما يبدو لي لا وجه له، وفقكم الله لطاعته.
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[04 - 05 - 10, 10:47 م]ـ
احسنت اخي شاكر كلامك صحيح ومنطقي وجزاك الله خير الان زال الاشكال.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 12:11 ص]ـ
لا يسمى الرجل منافقا إلا و قد ارتد و لا يحكم بردته إلا بدليل فإن جاء دليل صريح غير محتمل كان منافقا النفاق الاكبر , أما من توفرت فيه صفاة المنافقين الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه و سلم كحديث ((آية المنافق ثلاث , إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)) رواه البخاري , و غير هذا من الاحاديث الصحيحة , فلا يكون منافقا نفاقا أكبر لمجرد أنه يكذب و يخون و يخلف وعوده , لا , بل لا يكون منافقا نفاقا أكبر حتى تستحكم منه حتى يكون لا يحدث إلا بالكذب حتى يكذب على الله و رسوله , و يستحكم فيه اخلاف الوعود فلا يراعي عهدا ولا ميثاق , ويخون , و الخيانة كخيانة المؤمنين ومعاداتهم و كخيانة الله ورسوله , فمن استحكمت فيه هذه الصفات كان منافقا خالصا وحينها يُعَد مرتدّاً و الدليل ما رواه البخاري في الصحيح , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان و إذا حدث كذب و إذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)) , فقوله كان منافقا خالصا أي النفاق الاكبر وهو الردة , فالمرتد يقتل و الردة أنواع منها ما يستثاب صاحبها ومنها ما يقتل مباشرة , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من بدل دينه فاقتلوه)) و تبديل الدين ليس كما يضنه بعض الجهال وهو أن يصبح نصرانيا أو يهوديا ... لا بل مجرد انتقاض إيمانه هو تبديل للدين , فيستثاب فإن تاب و إلا قتل فلا يترك المرتد لأنه عضو فاسد في المجتمع وسيفسد غيره بأفكاره الكفرية , وأما قولك أنه لم يقاتل المنافقين فهذا غير صحيح فهو تركهم في الاول لكي لا يفرق المسلمين وكانوا حديثي عهد بالاسلام لكن بعد ذلك فعل صلى الله عليه وسلم و الدليل أمر الله تعالى له بذلك بقوله جل و على: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التحريم: 9) قال ابن عطية رحمه الله:
"قوله عز وجل: (َيا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التحريم9)؛ هذه الآية تأكيد لأمر الجهاد وفضله المتقدم والمعنى دُمْ على جهاد الكافرين بالسيف، وجاهد المنافقين بنجههم وإقامة الحدود عليهم وضربهم في كل جرائمهم وعند قوة الظن بهم ولم يعين الله تعالى لرسوله منافقا يقع القطع بنفاقه لأن التشهد الذي كانوا يظهرون كان ملبسا لأمرهم مشبها لهم بالعصاة من الأمة ... " فالمنافقين متى أكد نفاقهم و ضهر لا يتركون , فيأخدون بالضاهر وهو شهادتهم أن لا إله إلا الله و تضاهرهم بالصلاة و غيرها من الشعائر فمتى علم نفاقهم للناس لا يتركون , قال امير المؤمنين ابو حفص رضي الله عنه فيما رواه البخاري في صحيحه: ((إن اناسا كانوا يؤخدون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم , و إن الوحي قد انقطع و إنما نأخدكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه و قربناه وليس إلينا من سريرته شيئ الله يحاسبه في سريرته , و من أظهر لنا سوءا لم نأمنه و لم نصدقه و إن قال إن سريرته حسنة)) , و الله أعلم.