ـ[المسلم الحر]ــــــــ[06 - 05 - 10, 12:42 ص]ـ
أخي الشيخ أبو طارق حفظه الله تعالى
حياك الله يامحب
بعد المغرب و على الموعد جاءني ابنك حفظه الله ورعاه و بارك الله له و عليه في المكان الذي ذكرته آنفا وفرحت بزيارته جدا ... و لأول مرة أذوق طعما ما ذقته من قبل و عرفت بزيارته معنى لم أشعر به من قبل لأني ما عرفته إلا بالتجربة ومن خلال زيارة ابنك لي ... و أعني بذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه))
فأنا كنت أظن أن الحكمة في هذه الفضيلة هي أن زيارة الابن لصديق والده سبب لتذكر هذا الصديق لوالد الزائر الأمر الذي يجعله يدعو له فيستفيد الوالد المتوفى بدعوة أصدقائه ..
لكني اليوم تبين لي أمر آخر وهو أني فرحت جدا بزيارة ابنك و كأنه قد أهداني كنزا و وجدت في هذا الزيارة تحقيق معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم: (ولا تؤمنوا حتى تحابوا) و وجدت في زيارته لي أني قريب لك فهو بزيارته هذه يعطيني شعورا بأن العلاقة التي بيني و بينك ليس علاقة سطحية عادية بل هي علاقة متينة بحيث أن ابناءك يبرونك عن طريق زيارتي ...
و أنا أعتقد أن حديث البر هذا جاء في الوالد المتوفي إن لم تخني الذاكرة لكني أعتقد أن الشعور نفسه تحقق خصوصا و نحن من بلدين مختلفين الأمر قد يعطي حكم الفقدان أي أني محروم من رؤيتك كما حرم الرجل الحي رؤية والد الزائر المتوفي ..
كما ان رؤية ابنك ذكرتني فيك فهو شبيهك ما شاء الله و إن كنت أنت أجمل منه *ابتسامة* و أنا أجمل منكما بشهادة كل الكذابين!
نتيجة زيارة ابنك هذه أني ندمت على تقصيري في زيارة أصدقاء والدي و إن كان كلهم -ما عدا ثلاثة- قد توفاهم الله لذا بإذن الله تعالى من الغد سيكون لي زيارة لأحدهم و سأضع لي برنامجا في زيارتهم عملا بهذه الفضيلة التي شعرت بها اليوم ..
بارك الله لك أخي أبوطارق في أولادك و أهلك و مالك و جزاك الله خيرا على هذه التربية الطيبة و أشكر الابن والصديق مالك حفظه الله على هذه الزيارة الكريمة و تواعدت معه غدا لنذهب في مشوار قريب بحسب فراغه و جدوله فلعل الله ييسر لنا لقاءا آخر نشرف و نتشرف به ..
ودمت بخير و عافية أخي العزيز ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 03:05 ص]ـ
أضحك الله سنَّك وجعل السعادة عامرة غامرة في حياتك
لقد أثَّرت كلماتك فيَّ جدّاً - ولا تزال الدمعة تزاحم العين لتخرج وأنا أمنعها - وأظن الأمر نفسه في كل من قرأها
وفرحت جدّاً أن لهذه الزيارة أثرا عمليا بوضعك برنامجا لزيارة أصدقاء والدك رحمه الله
وهذا من النادر أي أن يكون تأثير عملي لموقف أو سماع لكلمة
وأنا أشكرك على تفضلك باستقبال ولدي وإكرامه
والحمد لله أولا وأخيرا على ما هيأ لي من العناية بأولادي على منهج السلف قدر الاستطاعة
وأسأل الله أن يوفق أولاد إخواني جميعا لما فيه رضاه
==
فائدة (1) في الحديث:
ابن عمر رضي الله عنه لما روى ذلك الحديث لم يكن أكرمَ صديق والده بل أكرم ابن صديق والده! فكيف لو رأى صديق والده نفسه!!
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
وفي هذا الحديث دليل على امتثال الصحابة ورغبتهم في الخير ومسارعتهم إليه لأن ابن عمر استفاد من هذا الحديث فائدة عظيمة فإنه فعل هذا الإكرام بهذا الأعرابي من أجل أن أباه كان صديقا لعمر فما ظنك لو رأي الرجل الذي كان صديقا لعمر لأكرمه أكثر وأكثر فيستفاد من هذا الحديث أنه إذا كان لأبيك أو أمك أحد بينهم وبينه ود فأكرمه.
كذلك إذا كان هناك نسوة صديقات لأمك فأكرم هؤلاء النسوة وإذا كان رجال أصدقاء لأبيك فأكرم هؤلاء الرجال فإن هذا من البر وفي هذا الحديث أيضا سعة رحمة الله عز وجل حيث إن البر بابه واسع لا يختص بالوالد والأم فقط بل حتى أصدقاء الوالد وأصدقاء الأم إذا أحسنت إليهم فإنما بررت والديك فتثاب ثواب البار بوالديه وهذه من نعمة الله عز وجل أن وسع على عباده أبواب الخير وكثرها لهم حتى يلجوا فيها من كل جانب.
" شرح رياض الصالحين " (شرح حديث رقم 342).
فائدة (2):
يمكن جعل الحديث عامّاً وأن فيه لإكرام أهل ود الوالد قبل الموت.
ففي " عون المعبود " (14/ 36):
فيندب صلة أصدقاء الأب والإحسان إليهم وإكرامهم بعد موته كما هو مندوب قبله.
قاله العزيزي.
انتهى
وفي " فيض القدير " (6/ 8):
(من البر أن تصل صديق أبيك) أي: في حياته وبعد موته.
فائدة (3):
كما يمكن جعل الحديث عامّاً في كل غياب للأب حتى لو كان غياب سفر.
ففي " فيض القدير " (2/ 513):
(بعد أن يولِّي الأب) بكسر اللام المشددة أي: يدبر بموت أو سفر، قال التوربشتي: وهذه الكلمة مما تخبط الناس فيها والذي أعرفه أن الفعل مسند إلى أبيه أي بعد أن يموت أو يغيب أبوه من ولى يولي.
انتهى
وفي " مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " (14/ 199) - الشاملة - للملا علي القاري:
وخلاصته: أنه إذا غاب الأب أو مات يحفظ أهل وده يحسن إليهم فإنه من تمام الإحسان إلى الأب وإنما كان أبر لأنه إذا حفظ غيبته فهو بحفظ حضوره أولى وإذا راعى أهل وده فكأن مراعاة أهل رحمه أخرى.
انتهى
¥