(14) أثناء صلاة العيد: عن علقمة أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوما فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه قال عبد الله تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ ثم تكبر وتكرع ثم تقوم وتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي محمد ثم تدعو وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل ذلك ثم تركع فقال حذيفة وابو موسى صدق أبو عبد الرحمن.
(15) عند القيام من المجلس: عن عثمان بن عمر قال سمعت سفيان بن سعيد ما لا احصي إذا اراد القيام يقول صلى الله وملائكته على محمد وعلى انبياء الله وملائكته.
فَائِدَةٌ / لمَاذا أمرنا بالصلاةِ على النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- مع إبراهيم, ومعلوم أنَّ محمداً أفضل الأنبياءِ, وأن اتشبيه الشيء بالشيء يقتضي أن يكونَ أعلى منه؟ الجوابُ: أن يقال محمد هو من آل إبراهيم بل هو خير آل إبراهيم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: محمد من آل إبراهيم. فإنه إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله فدخول رسول الله اولى فيكون قولنا كما صليت على آل إبراهيم متناولا للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله معهم اكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو افضل مما لابراهيم قطعا وتظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على اصله وان المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ اعظم من المطلوب له بغيره. هذا أحسنُ ما رآه ابن القيم –رحمه الله-.
فائدةٌ /عامة الأحاديث في الصحاح والسنن ذكر محمد بالاقتران دون الاقتصار على أحدهما, وجاء الاقتصار على إبراهيم أو آله في عامتها فما السر؟ الجواب: أن الصلاة على النبي وعلى آله ذكرت في مقام الطلب والدعاء وأما الصلاة على إبراهيم فإنما جاءت في مقام الخبر وذكر الواقع, لأن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد "جملة طلبية" وقوله كما صليت على آل إبراهيم "جملة خبرية" والجملة الطلبية: إذا وقعت موقع الدعاء والسؤال كان بسطها وتطويلها انسب من اختصارها وحذفها. ولهذا يشرع تكرارها وإبداؤها وإعادتها فإنها دعاء والله يحب الملحين في الدعاء ... فالمطلوب يزيد بزيادة الطلب وينقص بنقصانه , وأما الخبر فهو خبر عن أمر قد وقع وانقضى لا يحتمل الزيادة والنقصان فلم يكن في زيادة اللفظ فيه كبير فائدة ولا سيما ليس المقام مقام إيضاح وتفهيم للمخاطب ليحسن معه البسط والإطناب فكان الإيجاز فيه والاختصار أكمل وأحسن. قاله ابن القيم –رحمه الله- في "جلاء الأفهام".
{وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين}
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 02:25 ص]ـ
ذكر الخطيب البغدادي في كتابه: "الجامع لآداب الراوي والسامع "، قال:
رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: كثيرا ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر الصلاة عليه كتابة، قال: وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظا.
ثم قال عقبه: "وقد خالفه غيره من الأئمة المتقدمين في ذلك".
وهذه فتوى في "الشبكة الإسلامية" مع إلحاقٍ فيها بفتوى الشيخ ابن باز بنقولاتٍ وكلامٍ جميل ومفيد:
السؤال: ما حكم كتابة (صلي) أو (صلم) أو (ص) بعد ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وهي اختصار للصلاة عليه؟
الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن اختصار كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة غير مشروع، كما نص على ذلك أهل العلم قديماً وحديثاً، وممن نص على ذلك وفصله تفصيلاً جميلاً، ونقل فيه أقوال أهل العلم
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى، وإليك نص ما كتبه في ذلك: (الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
¥