ـ[أم معاذ]ــــــــ[21 - 04 - 03, 03:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أتعجب مما كتبته الأخت أمة الله النجدية وأعجب منه أن كل من كتب معقباً على كلامها مسلم بالأمر.
أين كلام ابن القيم رحمه الله في رسالته المشهوره (أسباب شرح الصدور) فقد جعل العلم سبب من أسباب شرح الصدور فقد قال: (ومنها: العلم فإنه يشرح الصدر، ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس،فكلما اتسع علم العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم بل للعلم الموروث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً .. ) ص25
وقبله ابن حزم رحمه الله قال في مداوة النفوس: (لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أنه يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ومطارح الآمال التي لاتفيد غير الهم، وكفايته الأفكار المؤلمة للنفس لكان ذلك أعظم داع إليه ... ) ص63
ماأدري ربما تقصدون شيئاً آخر غير مافهمت
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 - 04 - 03, 10:17 ص]ـ
أكمل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهدي أئمة السلف يستدل له، ولا يستدل به، إلا إذا كان إجماعا منهم.
ومسألة الحزن والاكتئاب أو الانبساط والبشر والسرور مثال لما يقع فيه كثير من طلاب العلم من تقليد لبعض أئمة السلف بدون عرض هديهم على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
فبحكم الطبيعة البشرية كان بعض السلف لا يعرف عنهم التبسم أو الضحك ودائما يراهم الناس في انقباض وحزن وقد ركبتهم الهموم، بل منهم من كان _ اجتهادا أخطأ فيه _ يستحيي من الله أن يراه متبسما، بل كانت غلبة الحزن من هدي نبي الله يعقوب (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم).
وآخرون من السلف كانوا مشهورين بكثرة المزاح والضحك
وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان _ وهو أعلم الناس _ يتعوذ بالله من الهم والغم والحزن، ولو كان الحزن خيرا لما تعوذ منه، وكان كثيرا ما يبتسم ويضحك حتى ترى نواجذه، ويتلألأ وجهه، ويرى في وجهه البشر، وكان يحث على طلاقة الوجه ويعدها من المعروف ومن حسن الخلق، ويعد تبسمك في وجه أخيك صدقة، وكان يصف المرأة الصالحة بأنها التي إذا نظرت إليها سرتك، وهذا لا يمنع أنه كانت تعرض له مواقف يهتم فيها أو يحزن أو يغضب ويتمعر وجهه صلى الله عليه وسلم، وشيبته هود وأخواتها، وكان يبكي من خشية الله ومن تذكر الآخرة، لكن لم يكن من هديه أن يرى دائم الحزن منقبضا تعلوه الكآبة، وإن كان هذا هديا لبعض السلف لكن هدي المصطفى أكمل،
ولو كان الأمر كما قال سفيان لكان (رب زدني علما) يساوي (رب زدني حزنا!)
فكيف يستقيم هذا مع الإرشاد القرآني: (ولا تهنوا ولا تحزنوا)، (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) أي لا تفرحوا بحطام الدنيا ولا تحزنوا على فوتها ولكن (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) فأمرنا بالفرح بالإسلام وبالقرآن، وكما أن الفرح بالإسلام والقرآن محمود وبالدنيا غير محمود، فكذلك الحزن لفوات حظ دنيوي غير محمود ولفوات أجر أو حصول وزر محمود، لكن لا ينبغي أن يغلب على الإنسان حتى تكون سيماه الكآبة، بل ينبغي أن يكون بين الناس طليق الوجه متبسما في وجوههم كما أسلفنا، وليجعل حزنه على تقصيره في طاعة مولاه إذا خلا بنفسه، أو قام في آخر الليل يناجي ربه، والله تعالى أعلم.
فائدة في الفرق بين الحزن والغم والهم:
الحزن عند تذكر مكروه حصل في الماضي أو محبوب فات في الماضي
الغم على مكروه حاصل في الحاضر أو محبوب فائت في الحاضر
الهم عند توقع مكروه سيحصل في المستقبل أو محبوب سيفوت في المستقبل
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 04 - 03, 03:19 م]ـ
ما ذكره الشيخ أبو خالد هو الحق إن شاء الله
ولهذا قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 9/ 109:
وقال عمرو بن زرارة النيسابوري: صحبت ابن علية أربع عشرة سنة فما رأيته تبسم فيها!
قلت: ما في هذا مدح، ولكنه مؤذن بخشية وحزن.
ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[30 - 04 - 03, 01:39 ص]ـ
وفراق كتابات العُلماء واحد منها
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 04 - 03, 02:35 م]ـ
أما الذي نعرفه من كلام الله ورسوله وما ذكره لنا مشايخنا وما طالعناه في تضاعيف الكتب وبين سطور الورق ان العالم كلما ازداد علما ازداد حبورا وسرورا .....
كيف يحزن من حصل لذة العلم وعرف فضل الفهم وجرب جميل الاصابة وفرحة الموافقة.
بل كيف يحزن من ازداد علما بالله وزاد قربا من رسول الله كيف يحزن من توسعت مداركه وتنوعت افهامه.
وليس بعد كلام الشيخ الفاضل وليد معقب .. لكنها الاشارة.
اما الصواب من كلام العلماء في هذا الباب ان الحزن الذي يداخلهم من جهتين:
الاولى: جميل ما في صدورهم من محبة الخير ... فيتمنون ان يصيب الناس مثل ما اصابوا. فيداخلهم شئ من الحسرة لتعذر هذا كونا.
الثانيه: كلما ازدادوا علما ازدادوا خواف من تبعة التعليم وحق الامر وواجب النهى .... فأن للعماء من الواجب في نشر العلم والتصدى للدعوة ما ليس على غيرهم.
فالحزن ليس لزيادة العلم بل بعلائقه وتبعاته وبينهما فرق عظيم.
¥