تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ضرب الزوجة، أنواعه، وأحكامه، وآثاره]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 07:12 م]ـ

[ضرب الزوجة، أنواعه، وأحكامه، وآثاره]

أنا امرأة متزوجة منذ 12 سنة، أعيش في سعادة، ولله الحمد، زوجي ملتزم، وفي حالة مادية جيدة، لكن لديه تقصير في بعض العبادات الواجبة، منذ ثلاث سنوات طرأت علينا مشكلة قلبت حياتي رأساً على عقب، وكان زوجي المسبب لها، والمشكلة في مجملها تقوم على تبادل زوجي رسائل الجوال التي لا تليق به كملتزم، وكرجل متزوج (يعني أقصد أن الرسائل فيها كلام لا يقال إلا للزوجة) وكان يتبادلها بل ويرسل أغلبها لابنة أخيه غير المتزوجة، والتي هي في عمره. اكتشفت هذا الموضوع بقدرة الله، وحدثت بيننا مشاكل عنيفة، وكان زوجي في الغالب يظهر منه الندم على ما فعل، ولكنه بعد فترة من الزمن يعود، وبسبب هذه المرأة، زوجي رجل كريم، وطيب، ويحبني، ويحب أهلي، ولكنه عصبي جدّاً، وعنده تقصير في عباداته، وخاصة الصلاة، لا أريد أن أشرح مزيداً من المشاكل، وسأعرض عليك المشكلة التي وقعت فيها الآن، لم يضربني زوجي في حياته إلا بخصوص هذا الموضوع، فقد ضربني مرتين، وكلها عنيفة، وكانت المشكلة بخصوص ابنة أخيه هذه. لقد حدثت مشكلة بيننا، ولي الحق أن أغضب منه، لكنني أخطأت على زوجي في الأسلوب، ورفعت صوتي عليه، وأنا أعترف بذلك، لم تطل المجادلة، فقد قام زوجي بسحبي إلى غرفة النوم، وبدأ بالضرب الشنيع. لقد ضربني ضرب الحيوانات، فهو ضخم الجسم، قوي البنية، فانهال عليَّ ضرباً بكل قوة، حيث قفل باب الغرفة لكي لا أهرب منه، وضربني لمدة عشرين دقيقة، أو تزيد، ضرباً موجعاً ومبرحاً، وبكل قوة وشراسة، وبدون خوف من أن يحدث لي مكروه من ذلك، على العموم كنت أقاوم، ولكني لم أستطع الفرار، وبعد الضرب الموجع لا تسألني يا فضيلة الشيخ عن الآثار التي تركها عليَّ، والله الذي لا إله إلا هو أنه في كل شبر من جسمي أثر لضربة، أو لعضة، أو لحقن دم، أو رضوض، ناهيك عن آلام المعدة التي أمسيتُ أصرخ منها نتيجة لتلك الجموع القوية التي كان يضربني بيده على بطني، وينتظرني إلى أن ألتقط أنفاسي فيضربني آخر، وآخر، بدون رحمة، كنت أصرخ بشدة، وأبنائي سمعوني، وعرفوا أن والدهم يضربني، لقد كان وجهي كوجوه المعذبين، وكله حقن دماء، ورضوض قوية في الجبهة، في الصباح أوقظت أولادي للمدرسة، وكانت المصيبة لقد رأوا وجهي، وأخذوا يبكون؛ لأنهم عرفوا سببها من صراخي، ومن صوت والدهم عليَّ، لم يكن الموقف إلا أن ابنتي الكبرى وهي في الصف الخامس ابتدائي سألتني: أنا أعلم أن أبي ضربك، لكن بماذا ضربك على وجهك؟ أجبتها بالحقيقة: ضربني بيده كفوف على وجهي. لقد مرضت ثلاثة أيام، وارتفعت درجة حرارتي حتى 38,5 درجة من شدة آلام الرضوض، والله، والله، والله لم أستطع التحرك والقيام إلا بعد تناولي أقوى المسكنات، أما زوجي فقد سافر بعد عودته من العمل دون أن ينظر فيَّ وأنا ملقاة على السرير، ولم يذهب بي إلى المستشفى، بل وحتى في سفره لم يسأل عني مطلقاً، وبعد يومين من ضربي زارنا أمي وأخي، ونزلوا على بيت شقيقي فنحن في سفر عنهم، أصروا على المجيء عندهم في بيت أختي، وبحجة سفر زوجي لم أستطع أن أمانع، فأمي في سفر عني، وأنا لم أرها منذ فترة ليست بطويلة، فكرت فيما أقوله لهم، فسوف يرون الآثار على وجهي، اكتأبت، وضاقت بي الدنيا، فأنا لا أريد أن أخبرهم بشيء مما حدث، لأني لا أريد أن تحمل أمِّي همِّي في قلبها، ولأني لا أريدهم أن يحقدوا على زوجي، أو يشعرون بأني لست سعيدة، لكن لابد من الذهاب، ذهبنا، وحاولت إخفاء الآثار التي على وجهي لكن لا محالة فهي ظاهرة جدّاً بوضوح، اضطررت للكذب عليهم بحجة أنه من حمام البخار والكريم السيئ الذي عملته لوجهي. أنا الآن لي قرابة الشهر والآثار لم تختفِ مني بعد، وأنا نافرة من زوجي بشدة، لم أمنعه من نفسي، لأنه لا يجوز شرعاً، مع أنه يقول: إنه لم يرد به إلا إهانتي، لكني نافرة منه، وأعامله بجفوة، فكلما حاولت التقرب منه تذكرت فعله الشنيع فيّ، فابتعدت عنه، ونفرت منه، خصوصاً أنه يقول لي: إنه منتصر بفعله هذا، وإنه لم يخطئ بضربه لي بهذه الطريقة، ويهددني بضربة مثلها،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير