تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(المَعْصِيَةُ)! .. مِن الخَطْرَةِ إِلَى الوُقُوع

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 09:55 ص]ـ

المعصية .. من الخطرة إلى الوقوع

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام العَلَم شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رحمه الله:

(( ... فإن قوله {من شر الوسواس الخناس} يعم كل شره، ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا، وأقواها تأثيرا وأعمها فسادا، وهي الوسوسة التي هي مبادئ الإرادة، فإن القلب يكون فارغا من الشر والمعصية، فيوسوس إليه، ويُخطر الذنب بباله، فيصوره لنفسه ويمينه، فيشهيه، فيصير شهوة، ويزينها له ويحسنها، ويخيلها له في خياله، حتى تميل نفسه إليه، فيصير إرادة [1].

ثم لا يزال يمثل له و يخيل، ويمني ويشهي، وينسى علمه بضررها، ويطوي عنه سوء عاقبتها، فيحول بينه وبين مطالعته [2]، فلا يرى إلا صورة المعصية والتذاذه بها فقط، وينسى ما وراء ذلك، فتصير الإرادة عزيمة جازمة، فيشتد الحرص عليها من القلب، فيبعث الجنود في الطلب [3]، فيبعث الشيطان معهم مدداً لهم وعوناً، فإن فتروا حرّكهم!، وإن ونوا أزعجهم كما قال تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} مريم83، أي تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا [4] فكلما فتروا أو ونوا أزعجتهم الشياطين، وأزتهم وأثارتهم.

فلا تزال بالعبد تقوده إلى الذنب، وتنظم شمل الاجتماع بألطف حيلة وأتم مكيدة، وقد رضي لنفسه بالقيادة لفجرة بني آدم، وهو الذي استكبر وأبى أن يسجد لأبيهم، فلا بتلك النخوة والكبر، ولا [5] برضاه أن يصير قوادا لكل من عصى الله، كما قال بعضهم:

عجبت من إبليس في تيهه ... وقبح ما أظهر من نخوتهْ

تاه على آدم في سجدة ... وصار قوادا لذريتهْ

فأصل كل معصية وبلاء: إنما هو الوسوسة، فلهذا وصفه بها لتكون الاستعاذة من شرها أهم من كل مستعاذ منه، وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا ..

**********

(التفسير القيم 608 - 609)

[1] = وهذا ما يذكر في أقسام الصبر على معصية الله وهو أول الاقسام: فيصبر على عدم حبها و تعلق القلب بها لأنها أول درجات الهلاك

[2] = فينسى الإنسان حينئذ أنه متدين وفي صدره ما فيه من علم بهذا وحفظ والعياذ بالله من سحر الشيطان اللعين!

[3] = ويقصد بالجنود: الجوارح كاللسان والعينين و الأذنين .. فهي القنوات التي تصب في الفؤاد، وتنقل إليه الشهوات فيتعلق بها

[4] = وعلى هذا المقام تكون كلمة (الكافرين) في الاية، عامة فقد يراد بها الذين كفروا بنعم الله تعالى من المسلمين العصاة، ويراد بها أيضا الكفار في الأصل

[5] = قال محقق هذه الطبعة وهو: محمد حامد الفقي: (الظاهر الذي يقتضيه المعنى "فلم تمنعه النخوة والكبر أن يصير قوادا لكل من عصى الله ")

ـ[جويرية]ــــــــ[07 - 05 - 10, 04:05 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 06:03 م]ـ

جزاكم الله خيرا

وإياكم شكرا لك

ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[16 - 05 - 10, 07:26 م]ـ

نقل يلامس واقع ,,,,

ومبتدأ المعاصي,,,

جزاك الله خيرا

ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[17 - 05 - 10, 01:50 ص]ـ

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 02:08 ص]ـ

نقل يلامس واقع ,,,,

ومبتدأ المعاصي,,,

جزاك الله خيرا

واياك شكرا لك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير