تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هذه كلمة علمية مفيدة لشيخنا عبد المحسن حفظه الله]

ـ[حسين الفرضى]ــــــــ[07 - 05 - 10, 12:14 م]ـ

تحذير أهل الطاعة من الهذيان المثبِّط عن صلاة الجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه.

وبعد، ففي أوائل عام 1430هـ كتبت رسالة طُبعت بعنوان: ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أسباب قيام الدولة السعودية وبقائها))، ذكرت فيها اثني عشر دليلاً على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعظم شأنهما، وأنه لهذه الأهمية العظيمة قام الملك عبد العزيز رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية قبل مائة عام بإنشاء هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ــ وذلك من أجلِّ أعماله

وأعظم حسناته ــ تحقيقاً لقول الله عز وجل: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،

وأن ابن كثير رحمه الله قال في تفسير هذه الآية: ((يقول تعالى: ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وقال: ((والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن وإن كان واجباً على كل فرد من الأمة بحسبه))، ثم ذكر حديث درجات تغيير المنكر، وأيضاً لما في ذلك من حفظ الله لهذه البلاد من الشرور؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((احفظ الله يحفظك))، ولأن ذلك من أعظم أسباب حصول النصر من الله والتمكين في الأرض، كما قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وقال: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).

وأنه منذ إنشاء تلك الهيئات استمرت مؤسسة من مؤسسات الدولة في عهده رحمه الله وعهود أبنائه الذين وَلُوا الأمر من بعده، وهي من الميزات التي تميزت بها هذه البلاد على غيرها من البلاد الأخرى التي لا توجد فيها مثل هذه المؤسسة، وقد حصل بسببها خير عظيم ومنافع، واندفع بها شرور كثيرة، وأنه قد جاء في المادة (23) من النظام الأساسي للحكم الذي صدر أخيراً في عهد الملك فهد رحمه الله: ((تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة إلى الله)).

وأنه مع عظم شأن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه البلاد وعموم نفعها واهتمام ولاة الأمر بها، فقد وجد من بعض الكتَّاب من ينال منها ويتصيد أخطاءها ويقلل من شأنها، وأن من متبعي الشهوات من يتمنى أن يكون للهيئات تنظيم يقص أجنحتها ويشل حركتها ويحدُّ من نشاطها لتكون اسماً بدون مسمى وجسداً بلا روح، يكون المعروف فيه ما أُجمع على أنه معروف، والمنكر ما أُجمع على أنه منكر، يتسنَّى فيه لمن يهوى الانفلات واتباع الشهوات أن يقول مثلاً: إن كشف وجه المرأة واختلاطها بالرجال جائز، وإن حضور صلاة الجماعة في المساجد ليس بلازم، وإن في إغلاق الحوانيت لأداء صلاة الجماعة شلاًّ للحركة الاقتصادية ـ وقد قيل ذلك من قبل في بعض الصحف ـ بدعوى أن في ذلك خلافاً، فينتقي متبعو الشهوات ما يناسب نفوسهم الأمارة بالسوء، والواجب عند الخلاف التعويل على ما يؤيده الدليل لا الأخذ بما تشتهي النفوس وتميل إليه، ثم نقلت عن عشرة من العلماء نقولاً في ذلك، منها قول سليمان التيمي: ((إذا أخذتَ برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله) وقول ابن عبد البر تعليقاً عليه: ((هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً))، ثم ذكرت بعض الأدلة على وجوب الحجاب وتحريم الاختلاط، وكتبت في ذلك أيضاً رسالة بعنوان: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها)) طُبعت في عام 1430هـ، وكتبت كلمة نشرت في 24/ 2/1431هـ بعنوان: ((دعاة التغريب ومصطلحهم ((التعددية)) و ((الأحادية)) لانتقاء ما يوافق أهواءهم))، وأما صلاة الجماعة فقد أوردت تسعة أدلة على وجوب أدائها في المساجد وعدم التخلف عنها، وهي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير