تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وصلوا في استنطاقهم لتأييد اختلاط الجنسين إلى مؤسسة دينية ثالثة!)).

وفي يوم الأحد 4/ 5/1431هـ اتفقت صحيفتا المدينة وعكاظ على نشر مقتطعات من هذيان جديد لصاحب الهذيان الأسوأ وهو أحمد قاسم الغامدي، الذي وضع في موقع ليس له بأهل وهو مسئولية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة، يهوِّن في هذا الهذيان من أمر صلاة الجماعة وإغلاق المتاجر في وقت أدائها، وذكرت الصحيفتان أنه عنون لهذا الهذيان بـ ((قوافل الطاعة في حكم صلاة الجماعة) وأشير إلى بعض ما جاء في هذا الهذيان الجديد إلى ما يلي:

(1): إن مجيء هذا الهذيان الجديد في التثبيط عن صلاة الجماعة بعد أسوأ هذيان حصل في تأييد اختلاط الجنسين في بلاد الحرمين هو من العقوبة على السيئة بسيئة أخرى لأن السيئة تجر إلى السيئة والزيغ يجر إلى الزيغ، ومن العقوبة على السيئة أن يبتلى المسيء بسيئة أخرى، ومن العقوبة على الزيغ أن يبتلى الزائغ عن الحق بإزاغة القلب كما قال الله عز وجل: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ)، وقال: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، قال ابن كثير في تفسيره: ((أي فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطناً أو ظاهراً (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ)، أي في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، (أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، أي في الدنيا: بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك))، وفي مقابل ذلك فإن من الثواب على الحسنة أن يوفق المحسن إلى حسنة أخرى، فإن الحسنة تجرُّ إلى حسنة.

(2): تسمية هذا الهذيان باسم ((قوافل الطاعة في حكم صلاة الجماعة)) لا يطابق المسمى؛ لأن من شأن القوافل أنها تسير، وسيرها يناسب الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة الجماعة، فيقال فيه قوافل الطاعة لأداء صلاة الجماعة، وأما بقاء الرجال في البيوت والحوانيت وقت أداء صلاة الجماعة فالذي يطابقه بقاء الدواب في حظائرها رابضة وباركة، فتكون التسمية المناسبة للتثبيط عن صلاة الجماعة ((البوارك والروابض عن الطاعة)) لا ((قوافل الطاعة)).

(3): جاء في صحيفة عكاظ: ((لا يصح الإنكار على من ينادي بعدم إغلاق المحال التجارية أوقات الصلاة))!! ولا أدري كيف لم يتصور هذا الكاتب فظاعة وقبح منظر حوانيت مفتوحة أمام أبواب المساجد في وقت أداء صلاة الجماعة؟! وما ذلك إلا من إيثار تجارة الدنيا على تجارة الآخرة، وقد قال الله عز وجل: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ، وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ)، وقال: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، وقد أورد البخاري في صحيحه في ((باب في الأمل وطوله)) من كتاب الرقاق أثراً عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل))، مع أن أداء الصلاة جماعة في المساجد لا يستغرق إلا وقتاً يسيراً، وقد جاء أن طلب الرزق يكون بعد أداء صلاة الجمعة والجماعة؛ كما في قول الله عز وجل: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)، وكما في دعاء الخروج من المسجد وفيه: ((اللهم افتح لي أبواب فضلك))، وأيضاً فإن في البقاء في الحوانيت وقت صلاة الجماعة إيثاراً للبقاء في الأبغض إلى الله على الأحب إلى الله، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)) رواه مسلم (1528)، وأيضاً فقد مدح الله الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله في المساجد وذم الذين تلهيهم الدنيا عن ذكر الله فقال: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير