تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بين العزة والذل]

ـ[هيثم طيب]ــــــــ[08 - 05 - 10, 12:53 ص]ـ

[بين العزة والذل]

د. هيثم طيب

قرأت في كتاب الله قوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"

فآمنت ألا نجاة إلا بالإسلام وأن كل من مات على غيره فلا نجاة له ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل"

فآمنت أن الإسلام هو طريق الهداية الأوحد وأن ما سواه سبل الضلال ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى "ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلاً"

فآمنت أن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة وأن كل كافر مصيره الخسران ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى "ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعاً"

فآمنت أنه من أراد العزة والنصر فليعتصم بدين الله ولم أبال بكيد الكفار والمنافقين ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى "بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما. الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً"

فآمنت أن من النفاق حب الكافرين وعلمت أن أحط درجات الذل تكون في السعي في إرضائهم ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"

فآمنت أننا إن نصرنا دين الله في حياتنا كلها فحكمنا بكتابه وجاهدنا في سبيله وامتثلنا أوامره فالنصر لنا وإلا فالهوان والذل ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى " ألا إن نصر الله قريب"

فآمنت أن الله لن يخذل عباده الموحدين وآمنت بتمام النصر من عند الله لنا وأن المسألة مسألة وقت ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض"

فآمنت بصدق وعد الله وأيقنت أن مع الإيمان والعمل الصالح تأتي القوة والسلطة والتمكين في الأرض وعجبت ممن يبغون كل ذلك دون إيمان أو عمل صالح ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى "نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين"

فآمنت أن الغلبة لنا مهما قتلوا منا وأن النصر لنا مهما فعلوا بنا وأن نصر الله لا يتنزل إلا علينا وأيقنت أن الكفار والمنافقين لا بشرى لهم ..

وقرأت في كتاب الله قوله تعالى "ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء"

فآمنت أن كل ما في الكون يسجد لله ويقنت لله ويخضع لله .. وتأملت كيف أن من الناس من يفعل ذلك أيضا .. ثم تعجبت من أولئك الكثير الذين يعرضون عن منهج الله ويبغون العزة في غير دين الله وكيف أن الله قد كتب عليهم الهوان والذل والعذاب في الدنيا والآخرة .. وآمنت أن من أعزه الله فهو العزيز وأن من أذله الله فلن يجد أحد يكرمه ..

ثم وصلت إلى قوله تعالى "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"

فضحكت من جهل المنافقين الذين توهموا أن لهم من العزة شيء والحقيقة أنهم أذلاء وفوق هذا لا يعلمون .. وعجبت من كل من ابتغى العزة عند من لا يؤمن بالله أو عند من عصى الله ..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله"

قلت: ألم يأن للذين آمنوا أن يخجلوا؟

مدونتي drhtayeb.blogspot.com

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير