تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لطائف في ترتيب الدعاء النبوي " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"]

ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 06:53 ص]ـ

لطائف في ترتيب الدعاء النبوي

" اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"

اعلم –رحمني الله وإياك- أن هذا دعاء جليل القدر جامع لخيري الدناي والآخرة، لا غنى لمكلف عن الدعاء به ولا صلاح له إلا بتحقيق مضمونه.

وإليك جواب إيرادت ترد على ترتيبه تجلي معناه وتبين وجه الإعجاز في ترتيبه:

أولًا: إن قيل: لم قدم " الهدى والتقى" على " العفاف والغنى"؟

أجيب: لأن الهدى والتقى قوام صلاح العبد في أمر دينه والعفاف والغنى قوام صلاحه في أمر دنياه. وأمر الدين مقدم على أمر الدنيا.

أو لأن "الهدى والتقى" فيهما شفاء الشبهات، و"العفاف والغنى" فيهما شفاء الشهوات. وداء الشبهات أخطر من دعاء الشهوات.

ثانيًا: وإن قيل: لم قدم"الهدى" على "التقى"؟

أجيب: ذلك لعله لأمور:

أحدها: أن "الهدى" هو العلم النافع، و"التقى" هو العمل الصالح. والعلم مقدم على العمل في ضرورة تحصيله؛ قال تعالى:"فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك". وبوب البخاري"باب العلم قبل القول والعمل".

الثاني: أن "الهدى" سبب لتحصيل "التقى"؛ قال تعالى"والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم".

الثالث: أن الهدى أخص بالظاهر، والتقى أخص بالباطن. وإصلاح الظاهر أيسر فقدم طلب تحصيله.

الرابع: أو أن"الهدى" عبارة عن اتباع الرسول، والتقى مقتضٍ للإخلاص في الاتباع.

ثالثًا: إن قيل: ولم قدم " العفاف" على "الغنى"؟

أجيب: لأن العبد أحوج إلى العفاف منه إلى الغنى.

أو لأن العفاف فيه من درء المفسدة ما ليس في الغنى.

أو لأن العفاف فيه كسر شهوة النساء، والغنى فيه كسر شهوة المال والتطلع. والأول أولى.

والله أعلم.

تقرير للشيخ عبد الرحمن السعدي على الحديث

قال رحمه الله:" هذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها. وهو يتضمن سؤال خير الدين وخير الدنيا؛ فإن "الهدى" هو العلم النافع. و "التقى" العمل الصالح، وترك ما نهى الله ورسوله عنه. وبذلك يصلح الدين. فإن الدين علوم نافعة، ومعارف صادقة. فهي الهدى، وقيام بطاعة الله ورسوله: فهو التقى.

و "العفاف والغنى" يتضمن العفاف عن الخلق، وعدم تعليق القلب بهم. والغنى بالله وبرزقه، والقناعة بما فيه، وحصول ما يطمئن به القلب من الكفاية. وبذلك تتم سعادة الحياة الدنيا، والراحة القلبية، وهي الحياة الطيبة.

فمن رزق الهدى والتقى، والعفاف والغنى، نال السعادتين، وحصل له كل مطلوب. ونجا من كل مرهوب. والله أعلم. انتهى

ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[11 - 05 - 10, 08:13 ص]ـ

جزاكَ الله خيراً

أو لأن "الهدى والتقى" فيهما شفاء الشبهات، و"العفاف والغنى" فيهما شفاء الشهوات

- كما قرر السعدي -رحمه الله- بأن الهدى هو العلم النافع, وأن التقى هو العمل الصالح, فبذلك يكن دعاء "الهدى والتقى" فيه شفاء الشبهات والشهوات معاً ..

حيث أن العلم النافع يدفع الشبهات, والعمل الصالح يدفع الشهوات ..

ولعل جاء "العفاف والغنى" بعدها من باب التخصيص بعد العموم للأهمية, إذ بهما يحصل الطمئنينة للعبدِ لربه وعدم التفاته لخلقه .. والله أعلم.

- وفي أي كتاب هذا العزو للسعدي يارعاكَ الله .. ؟!

بارك الله فيك.

ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:52 ص]ـ

جزاكم الله خير

ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[13 - 05 - 10, 02:02 م]ـ

جزاكم الله خيرا على هذه المعاني الطيبة ...

وقد خطر ببالي أن الإنسان في هذه الدنيا كالمسافر، وأول ما يحتاج إليه هو هداية الطريق، وهذا هو الهدى. فإذا اهتدى أراد أن يصل الغاية، وهي التقى. فإذا أراد أن يتأهب لهذا السفر الطويل احتاج أن يكون له صاحب يرافقه ويؤنسه وهي الزوجة الصالحة، أو الزوج الصالح، وهو العفاف. وذلك وغيره من لوازم السفر لايتم إلا بالمال وهو هنا الغنى.

والله أعلم

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[13 - 05 - 10, 08:26 م]ـ

الله يرضى عليكم جميعا ... فوائد و علم وحكمة

بارك الله فيكم

جاء في صحيح مسلم حديث النبي صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه: ((قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم))

قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم رحمه الله

سداد السهم: تقويمه , ومعنى (سددني): (وفقني واجعلني منتصبا في جميع أموري مستقيما , وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور.

وأما الهدى هنا فهو الرشاد

وقوله (اذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم) أي: تذكر في حال دعائك بهذين اللفظين , لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه , ومسدد السهم يحرص على تقويمه , ولا يستقيم رميه حتى يقومه , وكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد علمه وتقويمه , ولزومه السنة , وقيل: ليتذكر بهذا لفظ السداد والهدى لئلا ينساه.

وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود

(واذكر بالهداية هداية الطريق)

: معناه أن سالك الطريق في الفلاة إنما يؤم سمت الطريق ولا يكاد يفارق الجادة ولا يعدل عنها يمنة ويسرة خوفا من الضلال , وبذلك يصيب الهداية وينال السلامة , يقول إذا سألت الله الهدى فأحضر بقلبك هداية الطريق وسل الهداية والاستقامة كما تتحراه في هداية الطريق إذا سلكتها

(واذكر بالسداد تسديدك السهم)

: معناه أن الرامي إذا رمى غرضا سدد بالسهم نحو الغرض , ولم يعدل عنه يمينا ولا شمالا ليصيب الرمية فلا يطيش سهمه ولا يخنق سعيه , بقول. فأحضر هذا المعنى بقلبك حتى تسأل الله السداد ليكون ما تنويه من ذلك على مشاكلة ما تستعمله من الرمي

منقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير