التحذير من داء "العشق" الذي يُروج له باسم "علاقات عاطفية "
ـ[عبد الله البجاوي]ــــــــ[11 - 05 - 10, 11:46 م]ـ
أملا أن لا ينشغل شبابنا بالشهوات الفانيات ..... ويستعدوا للممات الآت ..... ويتنبهوا لأضرار العشق والهيام بينهم بنينا وبنات ..... ابعث بكلمات مليئة بالآلام ..... وحروف سطرتها الأقلام ..... على أوراق تتزاحم عليها النصيحة والكلام ..... ابعثها إلى كل من كان مغرورا بعشيقته وعلى حبيبته إقباله ...... إلى كل من كان مفتونا بكوا ذب قلبه وأماله ..... إلى كل من اقبل على ما يضره تاركا ما يفيده ..... إلى كل من يخفى عليه الأمر الرشيد ..... إلى كل من ضيع لحظة فى العشق والهيام وقد أحصاها عليه رقيب وعتيد ..... نقول له انتبه إلى كلامنا فهو لك مفيد وعليك شهيد .....
أما بعد:-
فو الذي ألف القلوب ... ووحد الخطوب انى احبك فى الله ... ولكن عفوا وعذرا فانا لا أحب فيك معصيتك ... وقد وجدت أن انشغالك بالعشق والهيام احد الأمراض التي وقع مكروبها على قلبك ... وحتما سيستولى على عقلك ... وينتشر جرثومها فى أنحاء جسدك ... فاستمع إلى كلامنا يامن غبت عن الصواب ... والا سيعلمك الدهر أن قلبك بعشقك للحرام كذاب ... انى لا أريد الإ الإصلاح ما استطعت .... وما توفيقي الإ بالله عليه توكلت واليه متاب.
العشق هو:- الوقوع فى المحبة ... بحيث يستولى المعشوق على قلب العاشق ... وبدايته نظرة إعجاب طفيفة تتدرج بالعاشق حتى لا يخلو قلبه من تخيل معشوقه وذكره والتفكير فيه بحيث لا يغيب عن خاطره وذهنه.
حكم الحب في الإسلام:- قال أهل العلم إن المحبة أنواع متعددة ... فمنها ما هو حلال نافع بل هو واجب ... كحب الفرد لأبيه وأمه وزوجه ... ومنها ما هو مستحب كمحبة الفرد لصديقه لله وفى الله وليس لأجل المصلحة الدنيوية ... ومنها المحبة الضارة المحرمة شرعا ... وهى المحبة التي تقع بين جموع الشباب والفتيات ... والذي يطلق عليها أدعياء الحضارة (الحب العاطفي) ويطلق عليها علماء الشرع (عشق الصور) وسماه العلماء بعشق الصور لان العاشق يحفر صورة معشوقه في عقله ... وقال علماء الأمة إن الحب العاطفي حرام اذا كان فى بدايته ... اى إحساسا يتخلل إلى نفس العاشق ... والمقابلات. مة اشد حرمة اذا كان مختلطا بالخطابات الغرامية والمكالمات الهاتفية ... والمقابلات ...
وقد ينتقل بالعاشق إلى مقام الكفر لان العاشق قد يحب معشوقه أكثر من حبه لله ... وها نحن نسمعها على السنة الشباب فها هو احدهم يقول (أنا أعبدك) وأخر يقول لمعشوقته (انى أحبها أكثر من كل شيء) ولا تعجب من ذلك فان ذلك موجود فى أوساط الشباب وعلامته أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه ... وهذا هو حال من وقعوا فى عشق الصور او بالمعنى الشبابي من وقعوا فى الحب العاطفي.
أقوال في الحب العاطفي:- قال ابن القيم رحمه الله:- (إن من المعلوم انه ليس فى عشق الصور مصلحة دينية لا دنيوية بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف أضعاف ما يقدر فيه من مصلحة)
وقال أخر:- (العشق الحرام سم مميت لأفئدة الكرام)
وقال أخر:- (العشق الحرام بمنزلة الهادم للأبدان ... وان وقعت فيه قتلك وان أكثرت منه قتلك)
وانشد أخر قائلا: (خليلي إن الحب فيه لذاذة ... وفيه شقاء دائم وكروب)
وقال صاحب كتاب الكبائر والنساء: (ام العشق الحرام هو أن تعشق المتزوجة رجلا غير زوجها لما له من صفات تثيرها ... وأيضا عشق الفتاة البكر التي تعشق رجلا غريبا سواء إن كان مهتما بها او غير مبالي بأمرها فهو كبيرة من الكبائر)
قال ابن حجر الهيثمى: (العشق إما مباح كعشق الرجل لزوجته او أمته ... وأما محرم كمن غلب عليه هوى محرم)
وأظن انه قد تبين لك آخى القارىء من هذه الأقوال حكم الحب العاطفي ... وسنختمها بهذا القول ... وهو قول احد العارفين:- (لان ابتلى بالفاحشة واقع فيها خير إلى من ابتلى بعشق امرأة يتعبد لها قلبي وتشغله عن ذكر الله)
أيها العاشق الولهان:- تدبر العواقب ... واحذر قوة المراقب ... وخف من عقوبة المعاقب ... واحذر من حفر الحب الخائب ... فانه والله للنار شر طالب ... أين الذين قعدوا فى طلب الهيام وقاموا وداروا على بنيان قصر العشاق النادمين وحاموا ... فيا اقل ما لبثوا وانقص ما قاموا ... لقد وبخوا أنفسهم فى عقر قبورهم على ما أسلفوا من العشق الحرام ولاموا.
¥