ثامنها:- إن الحب العاطفي اذا اشتد على صاحبه قد يجعله فى تعداد المجانين ... وهذا ليس هراء ... بل هو حقيقة مشاهدة ... فهل ترى شيء اذهب عقل مجنون ليلى الإ هذا ... وكما قيل ...
قالوا أجننت بمن تهواه .... فقلت لهم العشق أعظم بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه ... وإنما يصرع المجنون فى الحنين
تاسعها:- انه يفسد الحواس ... فنجد العاشق كأنه قد عمى عن عيون معشوقه فأصبح لا يرى الامميزاته ... وكذا قد تراه قد أصبح أصم فهو لا يسمع الإ محاسنه ... فهو كما قيل
صورتك إذ عيني عليها غشاوة ... فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
عاشرا:- عدم رضا الله عنك ... لأنك لو قال لك احد الشباب (أنا اعشق أختك او أحبها) ... ربما ضربته وقاطعته او قتلته مهما كان أحب أصدقائك ... فما بالك وأنت مكانه ... هل أنت راضى عن نفسك ... ام هل إن الله راضى عنك.
اظنه قد نسى:- قرأ احد الشباب ضئيلا من بعض كلماتي عن حرمة العشق وكان ذلك فى رسالة للمرآة المسلمة فعارض قائلا:- (العشق ليس حراما لأنه ثبت عن النبي عليه السلام انه كان يحب عائشة أكثر من جميع زوجاته وثبت عنه انه قال أيضا اللهم إن هذا قسمي فيما املك فلا تؤاخذني فيما لا املك) ...
وأظن أن ذلك الشاب الفاضل المعارض نسى أن عائشة كانت زوجته وليست معشوقته فهو يملكها ويملك عشقها.
طرق العلاج لم وقع فى الحب العاطفي هي:-
1 - التوبة الى الله ... آخى الحبيب ... اذا كنت تعلم أن العشق حراما ... فها هي أبواب التوبة على مصرعيها أمامك ... ولا تحزن فلقد قال تعالى:" كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فانه غفور رحيم "
2 - إخراج القلب من فراغه ... فلقد قال السلف الصالح (العشق حركة قلب فارغ ... اى فارغا مما سوى معشوقه)
3 - الإخلاص في مقاومة النفس من الوقوع فى داء الحب العاطفي ... وذلك لان الإخلاص سبب فى التخلص من الفواحش عموما فاقد قال تعالى:- " كذلك لتصرف عنك السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين "
4 - مصاحبة الصالحين والبعد عن الفاسدين
5 - عدم الركون إلى الغفلة عن تعاليم الإسلام الصحيحة ... فاقد قال ابن القيم (عشق الصور مضاد للتوحيد ... لا يقع فى شباكه الا من غفل عن الله) ...
6 - عدم التفكير فى المعشوق ومحاسنه ... بل إن شئت فتذكر معايبه حتى يبتعد عن فكرك.
عجبا:- إن من دواعي الاندهاش والعجب إن بعض الفتيات تعلم إن عشيقها يكذب عليها ... وهى رغم هذا تواصل العبث بالنار.
أختاه:- اسمعي عنى هذه الكلمات فأنها والله أهات قلب المؤمن الغيور إننا نستطيع كغيرنا إن نتلاعب بالعواطف ... وان ندغدغ المشاعر بكلام الحب والغرام ... بل إن شئت نستطيع أن نجعلك تعيشين فى عالم من الأحلام ... وبحار من الأوهام ... ولكن ماذا بعد؟ شتان بين من يريدك لشهوته وبين من يريدك لعزته ... نريدك أهلا للكرامة ... وليس كما يريدك الآخرين بيتا للغزل والحب والشهوة.
قصة وعبرة:- اذكر أليك هذه القصة يا اخيتى مصداقا لقول الله تعالى " فاقصص القصص لعلهم يتفكرون "فلعلها تعينك على الخروج من مأزق الحب إن كنت من وقعت فى شباكه ولعلها تكون لمحة نذير إن كنت ممن عفاك الله من هذا الداء ... قالت المعشوقة الصريعة ... كانت البداية نظرة إعجاب عفوية ... تبعتها ابتسامة ندية ... ثم تطورت إلى قصة حب وهمية ... قالت وهى تذرف دموع الندم اوهمنى انه يحبني وسيتقدم لخطبتي طلب منى رؤيتي ... رفضت ... ضعفت. بقطع العلاقة ... ضعفت ... بعثت له صورتي مع رسالة غرامية معطرة ... طلب منى أن اخرج معه ... رفضت بشدة، هددني بالصور والرسائل المعطرة ... خرجت معه على أن أعود ... وبالفعل عدت وأنا احمل العار. وعندما قلت له الزواج قال لي (زواج أيه يا ابله) فقلت له " حرام عليك " فقال لي (حرام إيه اللي يخرج معي يخرج مع غيري ... بعد أذنك فيه ميعاد مع صيده ثانية). انتهت القصة.
أسمعت أختاه:- أترضين بعد هذا كله إن تكوني فريسة مثل هذه لذئب يأكل لحمك.
الذئب يأكل كل شاه صادها فى خفية
صوني عفافك يا فتاه وشمري للجنة
فالحسن من نعم الإله وشكرها بالعفة
أما أنت آخى الحبيب:- فان كنت ممن امتلأت قلوبهم بذكر الله ... ولست من العاشقين ... فأنى ابعث أليك ... بهمسات تحذير من الوقوع فى العشق ... فلقد قال لي احد العشاق عندما سألته عن الذى استفادة " العشق أوله لذة وهيامه وأوسطه سامة وأخره ندامة وبعد هذا كله تقع عليك آثامه "
وقال أخر:-
الحب أول ما يكون لجاجة ... ياتى بها وتسوقه الأقدار
حتى اذا حاض الفتى لجج الهوى ... جاءت أمور لا تطاق كبار
وقال أخر: (عش حاليا فالحب أوله لذة بعناء ... وأوسطه سقم بلا رخاء ... وأخره قتل بلا دواء)
وأخيرا آخى التائب من العشق والهيام: إياك أن تعرض عن النصح كان النصح ما قيل لك ... وإياك أن تندم على ذنب عظيم قد أثقلك ... يا واقعا فى شباك حب النساء ما أجهلك؟ إلى متى تغتر بالذي أمهلك ... كأنك قد ظننت انه قد أهملك ... فكأنك بالموت قد جاء بك وأنهلك ... واذا الرحيل وقد أفزعك الملك ... أسرك الشيطان بوسوا سه وعرقلك.
ونهاية:- فلا تجزع إن شعرت إن فى كلماتي شيئا من القسوة ... فان الأخ قد يقسو علىاخيه خوفا عليه ... واللبيب من يحكم العقل فى كلامنا ويعيى النصيحة ... فما كلامنا الا توعيه للغافل ... وتذكرة للعاقل ... فإنما نحن منذرين ... وما نحن بمؤنبين ... وذكر فان الذكر تنفع المؤمنين ... ولا تنسى كلما وقعت عينك على هذه الكلمات أن تدعو لمن أعدها وقدمها أليك بين يديك قائلا اللهم أنله مراده ليقول الملك بإذن الله ولك بمثل.
¥