[تأملات على ضفاف دجلة]
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 04 - 03, 08:20 م]ـ
هذا الموضوع خارج عن شرط الملتقى، لكنها نفثة مصدور، فليحتملها الأحبة المشرفون ..
بسم الله الرحمن الرحيم
[تأملات على ضفاف دجلة]
1 - (لله الأمر من قبل ومن بعد)، (ولله ملك السموات والأرض وإليه المصير)، (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير)، (والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم) 0
2 - قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره).
بينا ترى دولة قوية، وملكا موطد الدعائم؛ إذ هوى بنيانه، واضمحلت أركانه، خلال أيام، بل ساعات، مرت كلمح البصر، والسبب: (قل هو من عند أنفسكم).
(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وكان وعدا مفعولا) 0
وهل يظن مؤمن أن صور الشرك الصارخة، وارتفاع القباب، وتشييد الأضرحة، ووقوع أصناف الظلم والمعاصي ليس له أثر؟ كلا ورب السماء (فأخذناهم بما يكسبون)، (أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا، ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون).
3 - سنة الله الكونية أنه إذا نزل البلاء واضطرمت الفتن صُلي بنارها الصالح وغيره، فلا يظنن الصالحون أن صلاحهم كاف في دفع أنواع الشرور حتى ينهضوا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويأخذوا على أيدي السفهاء، (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم)، ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث) 0
4 - يا أهل العقول، يا أرباب الحجى: تفكروا مليا: (وما هي من الظالمين ببعيد)، (ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى)، (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)، (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون، فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقطع دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين).
فالتوبة التوبة، والبدار البدار باكتساب الحسنات، واجتناب القبائح والسيئات، قبل أن يحل بنا ما نزل بغيرنا، والسعيد من وعظ بغيره 0
5 - الأمن نعمة عظمى (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، ولا يعرف هذا ويقدره حق قدره إلا من عاش لحظات الرعب؛ التي لا يأمن المرء فيها على نفسه أو عرضه أو ماله، حينما ينقلب أشكال الإنس إلى أشباه الوحوش، لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، ولا يردعها رادع.
ولا إخال السنين الطويلة الرازحة تحت الظلم إلا تتقاصر أمام ساعات يسيرة ينفلت فيها الزمام، وتعم الفوضى والاضطراب، ويسود الخوف والهلع، ويُسلب كل شيء ...
فاللهم أتمم على المسلمين نعمة الأمن، وعم بلادهم بالرخاء، وجنبنا الفتن، ونعوذ بك من اجتهادات وجهالات، تعود بالويلات والنكبات 0