[بيان اختلاف الخلق في لذاتهم]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 11:04 م]ـ
[بيان اختلاف الخلق في لذاتهم]
«انظر إلى الصبي في أول حركته وتميزه، فإنه تظهر فيه: غريزة بها يستلذ اللعب، حتى يكون ذلك عنده ألذ من سائر الأشياء.
ثم يظهر فيه بعد ذلك: استلذاذ اللهو، ولبس الثياب الملونة، وركوب الدواب الفارهة، فيستخف معه اللعب، بل يستهجنه.
ثم يظهر فيه بعد ذلك: لذة الزينة بالنساء والمنزل والخدم، فيحتقر ما سواها لها.
ثم تظهر فيه بعد ذلك: لذة الجاه والرياسة، والتكاثر من المال، والتفاخر بالأعوان والأتباع والأولاد.
وهذه آخر لذات الدنيا، وإلى هذه المراتب أشار سبحانه وتعالى بقوله: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) الآية [الحديد 20].
ثم بعد ذلك فقد تظهر: لذة العلم بالله تعالى، والقرب منه، والمحبة له، والقيام بوظائف عبادته، وترويح الروح بمناجاته، فيستحقر معها جميع اللذات السابقة، ويتعجب من المنهمكين فيها.
وكما أن طالب الجاه والمال يضحك من لذة الصبي باللعب بالجوز مثلاً، كذلك صاحب المعرفة والمحبة يضحك من لذة طالب الجاه والمال.» أهـ
الكشكول (2/ 220) لبهاء الدين العاملي (ت1031هـ)
قال ناقل هذا الكلام:
ولو حصل للعبد من اللذات والسرور والفرح بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك، بل ربما تنقل العبد في الدنيا بين فرحها وهمومها وأحزانها
ويتنعم بهذا في حال وبهذا في حال وكثيراً ما يكون ذلك الذي يتنعم به هو أعظم أسباب ألمه ومضرته، أما لذة القرب والطاعة ومعرفة الله فلذة لا يعقبها إلا الفرح والسرور وانشراح الصدور.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الوابل الصيب ص (96):
«والاقبال على الله تعالى، والإنابة إليه، والرضاء به وعنه، وامتلاء القلب من محبته، واللهج بذكره، والفرح والسرور بمعرفته: ثواب عاجل، وجنة، وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة.
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ يقول: أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة» أهـ
ـ[محمد ال سالم]ــــــــ[17 - 05 - 10, 12:37 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
طولت الغيبه يا شيخنا (ابتسامة)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا هدى.