تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التراجع تحت ضغط الواقع]

ـ[همام النجدي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 01:30 م]ـ

[التراجع تحت ضغط الواقع]

لشيخ/محمد صالح المنجد ( http://www.alsalafway.com/cms/multimedia.php?action=scholar&id=44)

لقد أمرنا الله عز وجل أن نتمسك بالدين وأن نثبت عليه، وقد ثبت الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وحذره من تقديم التنازلات، أو الركون إلى الكفار. وقد ظهر من بين المسلمين اليوم من يدعو إلى قضية التقارب بين الأديان، أو التأقلم مع الواقع والتمشي معه، ويتحججون بحجج أوهى من بيت العنكبوت، إنما هي من تلبيسات الشيطان، فيا ترى ما هو حكم هؤلاء في الكتاب والسنة؟ وهل لا يزالون في دائرة الإسلام أم لا؟ هذا ما تحدث عنه الشيخ في موضوعه هذا.

الحث على الثبات أمام ضغط الواقع

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد: فإن الله عز وجل قد أمرنا أن نعتصم بحبله المتين، وبكتابه المبين، وأن نقيم شرعه القويم: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً [آل عمران:103]. وأن الاستمساك بالعروة الوثقى من علامات الإيمان، والاستمساك هو الأخذ بالجميع وعدم ترك شيءٍ: خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ [البقرة:93]. وقد أنزل الله عز وجل هذا الدين ليعمل به كما هو، بدون تغييرٍ ولا تبديل، ولا تحريف ولا زيادةٍ ولا نقصان: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً [المائدة:3]. عباد الله! إن عدداً من المسلمين وخصوصاً في هذا الزمان، قد شرعوا تحت ضغط الواقع إلى عمل تغييراتٍ وإجراء تبديلاتٍ في بعض أحكام الدين، لأجل مسايرة من حولهم، وهذه قضيةٌ جِد خطيرة، أن ننتقل من المعصية إلى التبديل والتحريف، فإن العاصي الذي يفعل ما يفعل، وهو مقرٌ بالحكم الشرعي أهون عند الله من الذي يقول: إن الدين ليس هكذا أصلاً، فيحل ما حرم الله، ويبدل ويغير ويزعم أن هذا هو الحكم الذي أنزله الله، وأن الدين يبيح هذا الأمر! ونحن المسلمين لا يجوز لنا بأي حالٍ من الأحوال أن نرضى بأي تغييرات، التي يحاول بعض هؤلاء الانهزاميين أن يجروها على أحكام الدين ويشيعون هذه التغيرات بين العامة. وانتبهوا معي لهذه القضية، فإنها من الخطورة بمكان، تحت ضغط الواقع، وانهزاماً أمام الهجوم الذي يقوده أعداء الإسلام على الإسلام، وما يروجونه حول المسلمين في إعلامهم، يقوم بعض المسلمين بالكلام على أمورٍ من الأحكام الشرعية، يتضمن تقديم تنازلاتٍ والتراجع عن التمسك بأحكامٍ أو إثباتها، تراجعاً أمام الكفار، وانهزاماً أمام الهجوم ورضوخاً للضغوط، وتروج هذه الفتاوى الجديدة للعامة، في الفضائيات وغيرها على أن هذا من دين الإسلام، هذه من أخطر القضايا التي ينبغي على المخلصين أن يتصدوا لها، وأن ينتبهوا للمكرِ والسوءِ الموجود فيها .......

تثبيت الله لرسوله صلى الله عليه وسلم

عباد الله: لقد قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ [الإسراء:74 - 75]. والله سبحانه وتعالى أعلم نبيه عليه الصلاة والسلام بأن القضية قولٌ فصلٌ وليس بالهزل، وعندما عرض عليه الكفار شيئاً من المبادلة في المواقع وقالوا: نعبد إلهك سنة، وتعبد إلهنا سنة! أنصاف حلول نتوصل بها إلى أرضيةٍ مشتركة، نتعايش فيها وإياك يا محمد -صلى الله عليه وسلم- تعايشاً سلمياً بمكة، تعبد إلهنا سنة، ونعبد إلهك سنة: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ [القلم:9]. تتراجع أنتَ ويتراجعون هم وتصلون إلى حلٍ وسط: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وناداهم بالكافرين، تصريحاً بكفرهم وإعلاناً بعداوتهم واتخاذاً بالموقف الصريح منهم: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] ليس يا أهل مكة الذين تقيمون معي ويا إخواننا في البلد، لا. قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ *وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير