ـ[محمد براء]ــــــــ[26 - 05 - 10, 11:37 ص]ـ
يبدو لي أن هذا المعنى غير مراد للأسباب التالية:
1. أن الأحاديث الأخرى الصحيحة تدل على أن الشرك سيعود في آخر الزمان فقد روى مسلم في صحيحه، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَت:" سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاتُ وَالْعُزَّى" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ ذَلِكَ تَامًّا قَالَ: "إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَوَفَّى كُلَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَيَبْقَى مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دِينِ آبَائِهِمْ".
فإذا عبدت اللات والعزى فلاغرابة أن يعبد ذو الخلصة، وإذا رجع الناس إلى دين آبائهم فلا غرابة أن ترجع دوس إلى ذي الخلصة.
2. فهم الأئمة كالبخاري وغيره حيث بوب للحديث بقوله باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان.
3. أن الحديث رواه أبي هريرة، رضي الله عنه، ودوس قومه، فمعنى الحديث كما رواه أبو هريرة أن قومك سيعودون إلى عبادة الأوثان. وأما تفسيركم فغير مختص بعبادة الأوثان ولا بدوس. بل بالرقص ويدخل فيه عموم الخلق وليس دوس وصنمهم على وجه التحديد.
4. أن الحديث نص على ذي الخلصة وهو اسم الصنم كصنم وليس على مكانه أو آثاره.
5. المشكلة في كثير من المفسرين لأحاديث الفتن أنهم يفسرونها على ما يشاهدون في وقتهم والحديث جاء ليبين ماسيكون إلى قيام الساعة. وما قد نراه اليوم غير ممكن قد يكون ممكنا بعد ألف أو عشرة آلاف سنة.
6. طريقة أهل السنة حمل النصوص على ظواهرها وعدم الخوض في تأويل النصوص وصرفها عن ظاهرها إلا إذا قام الدليل على أن الظاهر غير مراد.
والله أعلم
أخي الفاضل حفظك الله:
جميع ما ذكرته دال أنك لم تتأمل ما نقلتُه جيداً، وإنما تردُّ على شيء في ذهنك.
فقولك:
فإذا عبدت اللات والعزى فلاغرابة أن يعبد ذو الخلصة، وإذا رجع الناس إلى دين آبائهم فلا غرابة أن ترجع دوس إلى ذي الخلصة.
فمن قال لك أنني أستغرب ذلك أو أن الدكتور همام يستغربه أو ينفيه؟!
وقولك:
فهم الأئمة كالبخاري وغيره حيث بوب للحديث بقوله باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان.
فمن قال لك أنه ينكر هذا الفهم؟!
وقولك:
أن الحديث نص على ذي الخلصة وهو اسم الصنم كصنم وليس على مكانه أو آثاره. .
لو أنك قرأت كلام الشيخ لعلمت أنه لا يعني المكان والآثار:
" ولا يستبعد أن يصل الأمر إلى أن يعقد مثل هذه المهرجانات حول ذي الخلصة صنم دوس في الجاهلية "
فلم يقل مكان ذي الخلصة ولا آثاره!
وفي رأيي: أن ما ذكره الدكتور همام هو من ملح التفسير وليس من متين العلم، ولا مانع من تضعيف ما ذهب إليه، لكن على من أراد أن يتعقبه بشيء أن يتعقب كلامه الذي قاله وسطره في الكتاب المذكور - وهو الذي نقلته عنه -، لا أن يرد على كلام يتصوره في ذهنه كيف شاء ثم يرد عليه، فهذه طريقة مرذولة وليست من طرق أهل العلم.
وإن أكثر شيء يزعجني في تعليقات الأخوة هو تعليق من لم يكلف نفسه قراءة الموضوع بفهم وتأن، فلم يفهم ما قرأ، بل قرأ ما فهم، ثم بادر بالرد والتعقب!!
ولينظر طالب العلم في تعدد تفاسير أهل العلم لأحاديث الفتن وأشراط الساعة كقول النبي صلى الله عليه وسلم في أمارات الساعة: " أن تلد الأمة ربتها "، ليعلم أن مجال الاجتهاد في هذا واسع.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[26 - 05 - 10, 12:52 م]ـ
بارك الله فيكم
ونفع بكم
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 02:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[27 - 05 - 10, 02:27 م]ـ
كلام الشيخ واضح وقد قرأته كله بتأمل قبل أن أرد عليه. وأظن أن كل من قرأه فهم فهمي وهي أن الاضطراب المذكور هو الرقص الذي سينتقل يوما ما إلى ّ ذي الخلصة. ولم يذكر الشيخ عبادة الأوثان ولا الشرك ورأى ان الحزم حل لهذه المشكلة.
ولم أرد على الشيخ لشخصه فإني لا أعرفه، مع احترامي وتقديري له، قبل مشاركتكم، ولو أردت أن أتتبع كلامه وكلامك لطال المقام وذهبت فائدة البحث العلمي الذي ننشده في هذا الملتقى. ولا أريد أن أدخل في كلام شخصي يحرف مسار النقاش ويؤدي إلى التعصب والشقاق.
وإني أتساءل هل أن قولكم
لا أن يرد على كلام يتصوره في ذهنه كيف شاء ثم يرد عليه، فهذه طريقة مرذولة وليست من طرق أهل العلم.
يستقيم مع الهدي النبوي والبحث العلمي المجرد والأخلاق الإسلامية؟
والله أسأل أن يهدينا وإياكم إلى سواء السبيل.
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 - 05 - 10, 06:42 م]ـ
ولم يذكر الشيخ عبادة الأوثان ولا الشرك ورأى ان الحزم حل لهذه المشكلة.
بل نقل الشيخ كلام ابن حجر وابن التين وأقره، ولم يتعقبه.
والعاقل المتدبر يستخرج من الحديث الواحد دلالات متعددة، والقاصر يفهم دلالة واحدة لا يتسع عقله لغيرها.
ولا تستغرب - أخي الفاضل - فإن الفهم رزق من الأرزاق التي يقسمها الله بين عباده ..
¥