قصة طريفة جداً: الإمام الشافعي وكتب الفراسة
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 05 - 10, 03:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة قرأتها قبل سنتين، وعندما قرأتها لم أتمالك نفسي وضحكت كثيراً، وقصصتها على أخي ثم على بقية عائلتي، وكنت أنوي كتابتها في الملتقى، ولا أدري ما الذي ذكَّرني بها الآن - بعد سنتين، في أيام الاختبارات!! - فجعلني أكتبها.
قال الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى في ((آداب الشافعي ومناقبه)) ص (96 - 97): " ثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري، عن أبي بكر بن إدريس - وراق الحميدي -: سمعت الحميدي، يقول: قال محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه:
خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها، ثم لما حان انصرافي مررت على رجل في طريقي وهو محتبٍ بفناء داره، أزرق العينين ناتئ الجبهة سِنَاط – قال محقق الكتاب: هو الكوسج الذي لا لحية له أصلاً كما في المختار -.
فقلت له: هل من منزل؟
قال: نعم.
قال الشافعي: وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة!!
فأنزلني، فرأيت أكرم رجل بعث إلي بعشاء وطيبٍ وعلفٍ لدابتي وفراشٍ ولحاف، فجعلت أتقلَّبُ الليل أجمعَ: ما أصنع بهذه الكتب؟، إذ رأيت هذا النعت في هذا الرجل، فرأيت أكرم رجل؛ فقلت: أرمي بهذه الكتب!!
فلما أصبحتُ قلتُ للغلام: أسرِج، فأسرَج.
فركبت ومررتُ عليه، وقلت له: إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فسل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي.
فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا؟! قلت: لا!
قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟! قلت: لا!!
قال: أين ما تكلفتُ لك البارحة؟!
قلت: وما هو؟!
قال: اشتريتُ لك طعاماً بدرهمين، وإداماً بكذا، وعطراً بثلاثة دراهم، وعلفاً لدابتك بدرهمين، وكراءُ الفراش واللحاف درهمان.
قال: قلتُ: يا غلام أعطه، فهل بقي من شيء؟!
قال: كراء المنزل، فإني وسَّعتُ عليك وضيَّقتُ على نفسي (!!)
قال الشافعي: فغبطت نفسي بتلك الكتبِ!
فقلت له بعد ذلك: هل بقيَ من شيء؟!
قال: امض أخزاك الله، فما رأيت قط شراً منك (!!) ".