وكأنه قد شق عليهم أن يصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالعلم فاتهموه هم بالجهل , إذ كيف يوصف عدوهم الأول بالعلم, وظنوا أن الناس سيتركون وصف النبي صلى الله عليه وسلم له بالعلم ويتبعون أقوالهم هم التي دلسوا بها على قرائهم.فهذا الخوميني آيتهم العظمى في هذا العصر -بعد أن اتهم الشيخين أبا بكر وعمر بالجهل- يقول " وإن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولى الأمر " ([10] ( mhtml:file://C:\Documents%20and%20Settings\Administrator\My%20D ocuments\ صحيح%20الأثر%20في%20فضل%20وعلم%20عمر. mht# _ftn10)).
وقد انبرى بعضهم فجمع من بطون كتب أهل السنة من الآثار ما يروق له أن يستنبط منها بفهمه المريض وقلبه الحقود أن عمر رضي الله عنه كان جاهلًا بأحكام الشرع , ولأن هذا الشيعي ليس منصفًا ولا باحثًا عن الحق قام بترك الأحاديث والآثار الصحيحة المحكمة الواضحة المعنى التي تدل على فضل وعلم عمر رضي الله عنه , ثم أتي إلى الآثار التي يمكن حملها على أكثر من معنى فيؤَوِّلها على ما يوافق هواه المريض مستدلاً بها على جهل عمر, مع أن هذه الآثار غالبها ضعيف السند لا حجة فيه , وقليل منها صحيح السند, ومع ذلك فإن كل هذه الآثار – الصحيح منها والضعيف- يمكن حمل معناها على غير ما يفسرها به هذا الحقود المبغض لأولياء الله تعالى. والمتأمل لهذا الكتاب يجد صاحبه قد سلك فيه مسلك المستشرقين الذين يطعنون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الإسلام بالإتيان ببعض النصوص التي تخدم أهدافهم – سواء كانت صحيحة أو ضعيفة وهو الأكثر- ثم يتصرفون في هذه النصوص بقلب المعاني والتأويل الباطل ليخدم أهدافهم ويكثرون من الأسئلة التي قد يقف أمامها العامي البسيط الذي لا علم له متحيرًا وبذلك يشككونه في معتقده, وهذا الأسلوب يُسمى بأسلوب (وضع السُّم في الدسم) فاتبع هذا الرافضي نفس الأسلوب الذي لو صح له لصح للمستشرقين إنكارهم لنبوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم. وأهل الزيغ والريب دائمًا يتبعون المتشابه - الذي يحتمل أكثر من معنى- من القول ويبتعدون عن المحكم الواضح كما قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} [آل عمران:7] لذلك تجد أصحاب هذا الأسلوب يهربون من النصوص المحكمة الواضحة الدلالة لأنها حجة قوية عليهم , وإذا رُدَّ عليهم بها قالوا: لا نعترف بها فهي مكذوبة. مع أنها أصح وأقوى مما يذكرون. لذا تجده في نهاية بحثه هذا قال:
هذا قليل من كثير مما وقفنا عليه من نوادر الأثر في علم عمر، وبوسعنا الآن أن نأتي بأضعاف ما سردناه لكنا تقتصر على هذا رعاية لمقتضى الحال، وعندنا لمة جمة نقدمها بين يدين القارئ في مستقبل الأجزاء إنشاء الله تعالى، والذي تلخص من هذا البحث الضافي أمور:
1 - إن الخليفة- يعني عمر- أخذ العلم عن أناس من الصحابة حيث كان يفقد ما عندهم من الفقه وفيهم من لم يعرف بالعلم ..... وذكر بعضهم ...
ولكثرة حاجته إلى علم الصحابة، وتقويمهم أوداه في مواقف لا تحصى في القضاء والفتيا, كان يستفتي كبار الصحابة ويراجعهم ويستشيرهم في الأحكام، وكان يعرب عن جلية الحال بحق المقال من قوله: كل أحد أفقه من عمر ([11] ( mhtml:file://C:\Documents%20and%20Settings\Administrator\My%20D ocuments\ صحيح%20الأثر%20في%20فضل%20وعلم%20عمر. mht# _ftn11))..
وقوله: تسمعونني أقول مثل القول فلا تنكرونه حتى ترد علي امرأة ليست من أعلم النساء.
وقوله: كل أحد أعلم من عمر.
وقوله: كل الناس أفقه منك يا عمر.
وقوله: كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال.
وقوله: كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات في البيوت.
وقوله: كل الناس أعلم منك يا عمر.
وقوله: كل واحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر.
وقوله: كل أحد أفقه مني. مر تفصيل هذه كلها في نوادر الأثر.
إن هناك أحاديث موضوعة تذكر في فضائل عمر لا تلتئم مع شيئ مما ذكرناه بأسانيده الوثيقة، وكل من ذلك يفندها، منها ما يعزى إليه صلى الله عليه وآله وسلم من قول: لو لم أبعث فيكم لبعث عمر.
ورواية: لو لم أبعث لبعثت يا عمر.
ورواية: لو كان نبي بعدي لكان عمر بن الخطاب.
¥