ورواية: قد كان في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر.
ورواية: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
وراية: إن الله ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه.
ومنها ما رووه عن علي أمير المؤمنين عليه السلام من قول: كنا نتحدث إن ملكا ينطق على لسان عمر.
وقوله: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر .....
ثم حكم بهواه على كل الأحاديث والآثار التي تبين فضل عمر وعلمه بأنها كاذبة. وهكذا دائمًا أهل البدع يردون ما خالف رأيهم وإن كان أصح الأسانيد ....
ففي بحثه هذا عاب على عمر أنه كان يستشير الصحابة , والعالم بالشيء ينبغي عليه ألا يستشير. وكأن الشورى الذي هو مبدأ قرآني وطبَّقه الرسول صلى الله عليه وسلم صار عيبًا, وعاب عليه كلماته التي كان يقولها على سبيل التواضع وهضم النفس واعتبر أن عمر قالها اعترافًا منه بجهله وقلة علمه, واعتبر تعففه وتنزُّهُه عن قبول الهدايا التي أهديت لأولاده وزوجته-عندما كان أميرًا للمؤمنين-حيث قام عمر بأخذ ما زاد منها ورده إلى بيت مال المسلمين, اعتبر ذلك دليلاً على جهله وظلمه, وانتقص- أيضًا- عمر عندما طبق حد القذف - كما أمر الله تعالى - على من رموا أحد الصحابة بالزنى ,ولو ترك عمر إقامة الحد عليهم لاتخذها هذا الرافضي أيضًا حجة عليه وقال لقد ترك إقامة الحدود. فانظر كيف جعل المناقب والفضائل مثالبًا ومعائبًا. وهذا شأن كل من في قلبه مرض.وما مثل هذا الرافضي إلا كرجل في حلقه داء كلما ذاق شيئًا وجده مرًا ولو كان هذا الشيء هو الشهد (العسل) , أيكون العيب في الشهد أم في ذوق الرجل.
وَمَن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ ........ يَجِِدْ مرًا به الماءَ الزُّلالا.
وحتي يتضح لكل منصف وعاقل زيف دعاوي هؤلاء المبغضين الحاقدين أبدأ بذكر طرفٍ من الآيات والأحاديث التي تبين فضل عمر وعلمه وسأكتفي بذكر بعضها فقط مما ورد في صحيحي البخاري ومسلم أو أحدهما الذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى باتفاق علماء الأمة ومحدثيها.
1 - قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الفتح18] ولا ينكر أحد من الموافقين أو المخالفين أن عمر ممن بايع تحت الشجرة. وإني أسأل هؤلاء الروافض: أليس الله عز وجل قد رضي عن المؤمنين الذين بايعوا تحت الشجرة كما هو مفهوم الآية؟ وهل من رضي الله عنه يضره سخط الحاقدين؟ وأي الفريقين على الحق: من ترضى على من رضي الله عنه أم من كرههم وأبغضهم وقد رضي الله عنهم؟
2 - قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة100] ولا يشك عاقل في أن عمر بن الخطاب من السابقين الأولين من المهاجرين الذين رضي الله عنهم وأعد لهم جنات تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ... كما بينت الآية الكريمة. فهل بعد كلام الله تعالى كلام؟ وهل بعد بيان الله تعالى بيان؟ قاتل الله الأفاكين.
3 - قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ?لْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ?للَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ?لسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ?لتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ?لإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَ?سْتَغْلَظَ فَ?سْتَوَى? عَلَى? سُوقِهِ يُعْجِبُ ?لزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ?لْكُفَّارَ وَعَدَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [سورة الفتح: آية29]
¥