2 - لا أعني أن كل من زلت قدمه مرةً أنه من الغاوين، إنما أردت التنبيه على طبيعة الإنسان.
3 - كل ما يحدث في هذا الكون، فالله عالم به، كما لا يخرج شيء من أفعاله عن الحكمة، ولعل الله يقدر على العبد جملة من الابتلاءات، لخير يريده له، كأن يكون ذلك دافعاً إلى التعرف على ربه أكثر، أو كأن يريد أن يطهره من الذنوب، وفي الحديث: " فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة".
4 - كما يحسن بنا أن نتذكر أنه قد تفوتنا أشياء في حياتنا، ويكون الخير في عدمها، وكم من أمر صرفه الله عنا، كنا نحسبه خيراً، وكان الشر فيه!، ولو علمنا ما سيؤول إليه، لحمدنا الله على صرفه.
5 - أما ما سألتي عنه، مما حدث في نفسك من الخوف من الفشل، لتكرر وقوعه معك أختي الكريمة، فكراهية الفشل مما فُطرنا عليه، فالإنسان بطبعه يحب أن تستقيم له أموره، وليس هو من سوء الظن في شيء أبداً، والحد الفاصل بين هذا الشعور الفطري وبينسوء الظن، أن مسيء الظن بربه، ينظر إلى عدم تحقق ما يريد على أنه شر!.
6 - فالشعور الصحيح الذي يحسن بنا أن نشكله في نفوسنا: أن لا نعد عدم تحقق ما خططنا له شراً!
7 - وفي النهاية أنصحك أختي والإخوة جميعاً: أن نحسن الأخذ بالأسباب، فالعقلية المسلمة المعاصرة مصابة بتشوهات وللأسف، ومفوم الأخذ بالأسباب أكثر المفاهيم تشوهاً، فتجد كثيراً من الأمور تتيسر للكافر! ولا تتيسر للمسلم، ويظن لأجل هذا بعض الجهلة بربهم الظنون .. والله يفعل ما يشاء، لكن انحراف فهم نظام الأسباب أدى بنا إلى هذا الحال المزري!، وتسلل هذا العوج حتى إلى نظراتنا السياسية! فكثير منا يتخيل الحل لأيقاف الظلم الحاصل في الأنظمة الحالية: أن تجتهد في الدعاء! وهذه قمة الغباء، فما كان الاسلام يوماً يفرض مثل هذه الحلول الكهنوتية، الدعاء سبب عظيم، لكن الله لا يرضى أن تقعد كالمشلول تدعوه دون أن تكون صاحب منهج حركي على أرض الواقع ..
8 - في الختام: أنصحكِ بمشاهدة فلم: سر الابتلاء، وفلم: التنكولوجيا في الطبيعة، من انتاج مؤسسة الاستاذ هارون يحيى – حفظه الله ..
ولعلي استطردت قليلاً .. لكن أرجوا أن يكون ذلك نافعاً ..
وفقكم الله جميعاً .. وأعانكم على كل خير
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 05 - 10, 08:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا أ. أبو ماجد صديقي على ما تفضلتم به من بيان وايضاح وإفادة .. أحين الله إليكم ..
وإذا كان لدى الاخوة فوائد واضافات فلا يحرمونا مما عندهم .. بارك الله في الجميع
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 05 - 10, 09:01 م]ـ
أخي الكريم ابو ماجد صديقي
بحثت عن فلم: سر الابتلاء، فوجدته للاسف مصحوب بموسيقى ..
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 12:36 ص]ـ
بارك الله فيكم
الإنسان إذا توقع حصول مكروه له في المستقبل فهذا له صورتان
الأولى: أن يكون توقعه هذا مبنيا على ظنه أنه قصر في الأخذ بأسباب السلامة من هذا المكروه، كأن يكون الطالب يتوقع الرسوب لأنه لم يذاكر جيدا، أو توقع هزيمة للجيش لأنه قصر في الأخذ بأسباب النصر الشرعية من تقوى ونصر لله والمادية من سلاح وتدريب ونحوه، أو المؤمن يتوقع أن يصيبه بلاء بذنوب عملها وبتقصير منه في الطاعة، وعند حلول البلاء تجد هذا النوع من الناس حامدا شاكرا ربه أن لطف به، ويرى أن الله رحمه بأن خفف عنه البلاء، ويرى العبد أنه لديه من الذنوب والتقصير في الطاعة ما يستوجب أن يحل به بلاء أعظم مما حل به، فهذا ليس من سوء الظن بالله، بل هو من الخوف من مكر الله وهو عمل صالح، وهذا حال المؤمن.
الثانية: أن يكون توقعه هذا مبنيا على شكه في كمال عدل الله ورحمته وكرمه وحكمته، وذلك بأن يظن المرء أنه قد كمل أسباب قبول الطاعات وأسباب قبول الدعاء وأسباب قبول التوبة، وأتى بأسباب السلامة من المكروه كما ينبغي، ولكنه يظن أن الله تعالى لن يجيب دعاءه ولن يقبل عمله ظلما منه سبحانه للعبد، وتجد هذا النوع من الناس تصدر عنه عبارات عند البلاء تدل على ما في قلبه من الاعتراض على الله كأن يقول لماذا أنا المبتلى مع أني أنا الطائع المجتنب للذنوب وغيري يفعل كذا وكذا من الفسق وهو معافى، فهذا عياذا بالله قد أعجب بعمله واغتر بنفسه وغفل عن رؤية ذنوبه، وأساء الظن بربه، وهذا حال أهل النفاق والضلال.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[26 - 05 - 10, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم أ. أبو خالد السلمي على ما تفضلتم به من كلام رائع جعله الله في ميزان حسناتكم
يارب ارزقنا حسن الظن بك ..
ـ[ saead] ــــــــ[26 - 05 - 10, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
كان لأحد الملوك
وزير حكيم
وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره
قال له الوزير "لعله خيراً" فيهدأ الملك
وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك
فقال الوزير "لعله خيراً "
فغضب الملك غضباً شديداً
وقال ما الخير في ذلك؟!
وأمر بحبس الوزير.
فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً"
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن
وفي يوم خرج الملك للصيد
وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته،
فمر على قوم يعبدون صنم
فقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم
ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا
أن قربانهم إصبعه مقطوع ..
فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله
من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفع ولا يضر
وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس
أن يأتوا بوزيره من السجن
واعتذر له عما صنعه معه
وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه،
وحمد الله تعالى على ذلك
ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك
قلت "لعله خيراً"
فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه ..
لَصاحَبَهُ فى الصيد فكان سيُقدم قرباناً
بدلاً من الملك ...
فكان في صنع الله كل الخير
في هذه القصة ألطف رسالة
لكل مبتلى كي يطمئن قلبه
ويرضى بقضاء الله عز وجل
ويكن على يقين أن في هذا الابتلاء
الخير له في الدنيا والآخرة
قل لمن يحمل هماً إن همك لن يدوم
مثلما تفنى السعادة هكذا تفنى الهموم
¥