[حوار الشيخ محمد حاج عيسى مع أسبوعية الشروق العربي]
ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[25 - 05 - 10, 03:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا حوار نقلته من موقع الشيخ محمد حاج عيسى www.islahway.com الداعية المعروف في الجزائر، أجرته معه صحيفة الشروق العربي الأسبوعية الجزائرية:
1 - من هو الشيخ محمد حاج عيسى الجزائري؟ وعلى يد من تتلمذ؟ ومن هم الشيوخ الذين تأثر بهم؟
محمد حاج عيسى الجزائري من مواليد سنة 1972 بالجزائر العاصمة، متفرغ للأعمال الدعوية، ومن ذلك تأليف الكتب الدينية والمطويات الدعوية.
أما عن طلب العلم فشأني شأن أبناء الصحوة؛ فقد تقلبت في حلق العلم والدروس التي كان يقيمها المشايخ والدعاة في الجزائر العاصمة وباب الوادي على وجه الخصوص، ولعلي أسمى أكبر شيخ حضرت مجالسه وهو الشيخ الفقيه المعمر محمد شارف إمام الجامع الكبير سابقا، ثم التحقت عام 1991 بالمعهد العالي لأصول الدين بالخروبة آنذاك (كلية الشريعة حاليا) وتتلمذت على أساتذتها وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور محمد علي فركوس الذي أشرف على رسالتي المقدمة لنيل الماجستير وهو حاليا أيضا المشرف على رسالة الدكتوراه.
وأما عن التأثر فلا شك أن كل شيخ يُجلس إليه أو تدرس سيرته وكتبه يكون له أثر في تكوين جانب من جوانب شخصية التلميذ، وهذا التأثر قد لا يشعر به الإنسان وإنما يلاحظه غيره فيه، وإن كان ولا بد أن أذكر من أظن أن لهم أثرا في توجهي وفكري فأذكر الإمام الشافعي رحمه الله الذي عشت مع سيرته ومؤلفاته سنوات طوال في بحث الماجستير، وكذلك شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يعتبر من أكبر مجددي الدين ورواد الإصلاح ابتداء من زمانه إلى يومنا هذا، ومن كتاباته النقدية استلهمت فكرة تجديد علم أصول الفقه التي هي محل جدل في العصر الحاضر وأنجزت أطروحة الدكتوراه التي عنونتها بمنهجية البحث في علم أصول الفقه، ومنهم أيضا علامة الجزائر ورائد الحركة الإصلاحية فيها ابن باديس، فقد درست سيرته وآثاره وتعمقت في ذلك وكان من نتاج ذلك أن كتبت حوله عدة بحوث منها ما هو مطبوع كعقيدة ابن باديس السلفية وبين موقفه من العقيدة الأشعرية (صدر سنة 2003) والرد النفيس على الطاعن في العلامة ابن باديس (صدر سنة 2008).
2 - لماذا حاج عيسى الجزائري، هل هو التأثر بأبي بكر الجزائري أم هو حب التميز عن الشيوخ العرب، أم أن الانتماء بالنسبة للشيخ حاج عيسى هو الأهم؟
ليس ذلك تأثرا بالشيخ أبي بكر جابر حفظه الله ولا بغيره ممن ينتسب هذه النسبة كالطاهر الجزائري، لأن هؤلاء انتسبوا هذه النسبة بحكم إقامتهم خارج الجزائر، ولا هو أيضا حب التميز هكذا دون أي معنى آخر، وقد حرصت على كتابة هذا في مؤلفاتي ليعلم القارئ الجزائري أنها من انتاج بلده وتعالج مشاكله وأوضاعه فيرتاح إليها أكثر، وأيضا لأرفع تحديا ضد عقلية احتقار المنتوج الجزائري التي يتخبط فيها-مع الأسف الشديد- كثير من الجزائريين التابعين فكريا إلى بلدان أخرى من بلاد الشرق والغرب، على أن الانتساب إلى البلد أمر عادي قد جرى عليه القدماء كما نجده في كتب التراجم فيقال ابن كثير الدمشقي وابن حزم الأندلسي والخطيب البغدادي وهكذا.
3 - في طريق الإصلاح فكرة أم مشروع إسلامي أم برنامج يسعى من خلاله الشيخ إلى آفاق وتطلعات على المدى الطويل؟
شعار الإصلاح هو الشعار الذي رفعه رواد الصحوة في القرن الماضي كالشيخ محمد رشيد رضا في مصر وجمعية العلماء المسلمين في الجزائر، وقد كان من الجرائد التي أصدرها الشيخ الطيب العقبي جريدة الإصلاح، وهذا الشعار له مدلولات كثيرة نستطيع أن نقول عنها كما جاء في سؤالكم هي مشروع إسلامي كامل يهدف إلى إصلاح أوضاع المسلمين العقائدية والسلوكية وتقويمها، وقد عرف هؤلاء أيضا بدعاة التجديد بمعنى تجديد الدين في نفوس المسلمين الذين تخلوا عن كثير من مبادئه وأخلاقه، وبمعنى إزالة البدع والانحرافات والشوائب التي علقت بالإسلام شوهت صورته في عصور الانحطاط.
وحتى أعبر عن هذا الاتجاه جعلت عنوان سلسلة المطويات التي أصدرتها في طريق الإصلاح، بمعنى أني سالك طريق هؤلاء السابقين وأبتغي الوصول إلى أهدافهم النبيلة بعينها.
4 - كيف اقتحمت مجال الدعوة إلى الله؟
¥