تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حد الردة والطاعنين في عقل البخاري]

ـ[عبدالقوي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 07:34 م]ـ

تزايدت مطالبات العقلانيين بضرورة نقد الصحيحين وإخراج الأحاديث التي تخالف العقل منهما! واعتبارها ضعيفة!

ومن تلك الأحاديث حديث ابن عباس: "من بدل دينه فاقتلوه".

وألّفت عدد من الكتب التي تدعي التحرير العلمي؛ وتوصل كاتبوها إلى نتيجة أن هذا الحديث ضعيف، وأن الصواب أن لاعقوبة على من ترك الإسلام مختارا، لقوله تعالى: (لا إكراه في الدين) الآية.

والخطير في هذه الدعاوى أنها تفتح باب النقد لغير المختصين وفيما تلقته الأمة بالقبول، وقد رد على هذه الدعوى عدد من أهل العلم ردود متنوعة.

ومما وجدت في ذلك ردٌ عقلي علمى ينصر عقل البخاري على عقول منتقديه، للشيخ عبد الرحمن السلمي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة أم القرى، وهو متمكن في بابه.

أحببت أن أثري به منتدانا العامر.

وسأضع الرابط بين أيديكم أيضا.

بقلم د. عبد الرحمن بن نويفع السلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

في زمننا اليوم وفي بقعة من الأرض ليست قصية، قيل عن البخاري رحمه الله إنه ناقص العقل، لأنه أخرج حديثا (صححه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من بدل دينه فاقتلوه”!! بل صرح القائل بأن الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن راويه مجروح!!

والعجيب أن القائل غير مختص بالجرح والتعديل! ولا بالحديث أصلا!!

والأعجب أنهم كثيرون!! وفي ظني أن كثيرا منهم صادقون في قصدهم ويريدون أن يقدموا للدين جديدا.

أليس التخصص واحترامه رقيا بشريا؟

إذا لماذا ضعفتم أحاديث اتفق علماء الاختصاص على تصحيحها؟!

لماذا لم تكتفوا بالكلام على دلالتها؟! إن كنتم منصفين، أهو لأن دلالتها صريحة فيما أردتم أن تنفوه عن الإسلام؟!

فاعقلوا .. (يا دعاة العقل) ولا تتهموا البخاري بضعف العقل، فالبخاري قد وافقه أئمة الحديث على تصحيحه وهم أعرف منكم بعكرمة، وهل تأخذون الجرح والتعديل إلا من كتبهم؟!!

ثم إن هناك أحاديث أخرى صحيحة تؤيد هذا الحديث وليس وحده في بابه!!

أتجهلونها!؟

بل إن العقل (عين العقل) يقر بهذا الحديث الوارد في حد الردة بل يراه تشريعا معجزا!

فاسمعوا لخطاب العقل:

يقول العقل رحمه الله: الإسلام دين متكامل عقيدة وشريعة في العبادات والمعاملات والعقوبات .. اتفقنا

فينبغي إذاً أن يكون متكاملا في تشريعاته وأن لا يترك شيئا من أحكامه وشرائعه عرضة للنقض.

هذا مثال: شخص أسلم ثم صلى وصام وتزوج وباع واشترى و….

يا ترى لو أغواه الشيطان فوقع في الزنا وهو محصن (أو غير محصن) بعد صلاة الظهر، فرفع للقاضي بعد العصر، ففرِقَ من العذاب؛ وقال للقاضي أيها القاضي على ماذا تعاقبني؟ قال على الزنا (زنيت وأنت مسلم). قال: لا تعاقبني فإني قد تركت الدين بعد صلاة الفجر! هل سيكون ذلك عاصما له من العقوبة؟

أم يا ترى سنقول للفاسق السارق قبل أن يسرق إن بقيت على الإسلام فسوف تقطع يدك، وإن غيرت دينك قبل ذلك فلن تقطع يدك.

هل سيعين الإسلام الشيطان في إخراج المسلمين من دينهم بتسهيل خروجهم منه؟!

أم ستكون الأديان بالنسبة للإنسان معروضة في سوق البيع في من يزيد؟! هذه ليست روح الإسلام ولا تليق به.

إن حدّ الردة تشريع معجز لولاه لنقض الإسلام عروة عروة وشريعة شريعة، ولكانت شرائع العقوبات كلها حوافز على ترك الدين (في لحظة ضعف).

والحرية في الإسلام قيمة مهمة، لكن إتباع الحق فيه أيضا قيمة مهمة، فينبغي أن لا تطغى قيمة الحرية على قيمة إتباع الحق، فالحق أحق أن يتبع.

والذي شرع حد الردة سبحانه يعلم أن الإنسان لن يجد مبررا واحدا معتبرا في موازين البحث الموضوعي المتجرد لترك الإسلام (الحق) إلى دين آخر، لذا:

فإن الإسلام يعطيك الحرية التي لا تبطر بها الحق، يأمرك أن تبحث عن الحق ولا يلزمك أن تطيع من غير قناعة.

فإن كنت غير مسلم فابحث عن الحق -ولا تتخذ الحرية وحدها غاية فتتبع هواك- حتى تدخل في الإسلام أو تموت حرا في طلب الحق والبحث عنه، فستكون عند الله معذورا وإن لم تدخل في الإسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير