تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن كنت مسلما فابق على دينك حتى يهديك البحث المتجرد إلى أنه حق فيتأكد إيمانك؛ أو ظلَّ باحثا عن الحق حتى تجده، وإن وجدت دليلا على أن الحق خلافُ الإسلام فاعرضه للنقاش والمناظرة على أوسع نطاق في حرية ودون أن تضر بأحد، وعلماء المسلمين مأمورون بوجوب مناظرتك بالتي هي أحسن، أما إذا خرجت عن الدين بلا بينة فسوف تعاقب؛ لأنك تريد أن تجني على قيمة وجوب إتباع الحق.

وهذا هو أساس الفرق بين ديننا الإسلامي وبين الحضارة الغربية في معايير القيم.

وهناك فرق آخر هو أن ديننا مكتمل أما دينهم فلا يدخل في قوانين الحياة وتشريعات المجتمع بل مكانه دور العبادة، لذا لا إشكال لديهم في تغيير الدين لأنه قناعات فحسب. بل وقناعات غير مكتملة، أما ديننا الكامل فالخروج عنه خروج عن القانون الذي يسير المجتمع! والخروج عن القانون يعاقب عليه القانون (في محل تطبيقه).

الحرية عندنا في ديننا قيمة محترمة، وهم كذلك أيضا يحترمونها، ولكننا نفوقهم في أن إتباع الحق الذي دل الدليل البين عليه واجب على الإنسان، وليس لهم ذلك فإنهم لم يقرروه في مبادئهم.

نعم، فاقونا في ذلك واقعيا لأننا لم نطبق ديننا فحسب! ولو طبقناه ما فاقنا في إعطاء الحقوق لأصحابها أحد، ولا احترم الإنسان نظام كالإسلام.

عظموا الإنسان وجعلوه محور الحياة؛ له أن يصنع فيها ما يريد، فصنع أسلحة الدمار الشامل! واضطهدوا (الكنيسة) فقدمت قرابين الولاء للإنسان بتخفيض سقف الدين إلى أقصى حدٍّ! أما نحن فنحترم الإنسان ونعطيه حريته ولكننا نعظم الحق وإتباع الدليل ونذم إتباع الهوى ونرى أنه يقضي على إنسانية الإنسان ويصيره عبدا للشيطان.

والفلسفة عندنا أن الحق هو الذي يعطي الإنسان قيمته، ولولا تعظيم الحق لما كان للإنسان حق!

ونرى أن إرادة الرب هي محور الحياة وهي متمثلة في الأمر بإتباع الحق وإعطاء الإنسان حرية الاختيار؛ في مزيج متجانس يحقق للإنسان إنسانيته التي كان عليها أبوه آدم حينما سجدت له الملائكة بأمر الرب العظيم.

ولو طبق المسلمون الإسلام بسعته وعدالته وموضوعيته واحترامه للحق وأصحاب الحق لصدرنا للعالم النظام العالمي الأصلح لقياد الإنسان وتحقيق إنسانيته ومصلحته.

لكن المشكلة تكمن في ذلك، لأن تطبيق الإسلام في الواقع سيعين على تحرير فهمنا له، وسيجعل من اجتهاداتنا اجتهادات واقعية مما يقرب صوابها ويبعد أسباب الخطأِ عنها، وأكثر سوء فهمنا له اليوم بسبب أننا لم نطبقه على أرض الواقع في أنفسنا كأفراد ثم في مجتمعنا على سائر دوائرة من الأسرة إلى الدولة، أصبحنا نتعامل معه نظريا فأشكل علينا بعض فهمه ولربما استشكلنا أصلا من أصوله!

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وعلماء الحديث ومن أحب محمدا وتبع سنته إلى يوم الدين.

انتهى المقال ورابطه المنقول منه:

http://ansulami.uqu.edu.sa/?p=6

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير