1ـ التخلي عن هدفنا الأصلي الذي أخرجنا الله من أجله، وهو دعوة الناس إلى الله. {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} آل عمران110. وقد يتطور هذا الأمر عند العميل حين يكون من سفلة المنافقين فتجده يتطاول على الشريعة .. قرآن أو سنة أو أحكام الشريعة نفسها.
2 ـ إساءة التعامل مع التاريخ الإسلامي، مرة يستدلون به ويتركون القرآن والسنة، والتاريخ يستدل عليه لا به؛ ومرة يبرزون الشاذين فكرياً وخلقياً ممن برزوا فيه كأبي نواس والثورات الشاذة؛ ومرة يتعاطون وجهه العسكري فيتحدثون عن المعارك الداخلية وهي أقل في كل حين من المعارك التي اقتتل فيها الآخر مع أخيه. ومرة .. ومرة ... إلا أن التقافز حول التاريخ الإسلامي من سمات العملاء فارقب التاريخ وانظر من يتطاول على حماه تعرف فريقاً من المنافقين.
3ـ التحدث بتأثر الإسلام بالنصرانية أو اليهودية أو غيرهما من الديانات الأرضية. أو أنها كانت عربية لا إسلامية. أو نحو ذلك مما يفيد بأنها لم تكن سماوية كلها، وهذه كثيرة جداً لا تحسب أنها غريبة أو نادرة، وعند مشاهير كعباس العقاد مثلاً، وليست عابرة عنده بل أصل في تفكيره.
4 ـ محاولة تغيير الهوية الدينية، بالدعوة للالتقاء على شيءٍ آخر غير الدين كالوطنية، أو الإنسانية، ومرة يدعون لمن كانوا قبل الإسلام، الفرعونية في مصر، والفينيقية في الشام، والبابلية في العراق، وهكذا ...
5 ـ تحسين صورة الآخر في عين المسلمين، أو نزع الكراهية والمواجهة للآخر من صدور المؤمنين، أو التعدي على الولاء والبراء بتغييره أو تحريفه. أو الدعوة لإعادة النظر في نظرتنا للكافرين والمنحرفين كلياً أو جزئياً. وهذه عند الجميع.
ولا تجادلني. حتى لا أعود عليك بعشرات الصفحات برهاناً ودليلاً، أو أنزع يدي من بطرس ومرقص وجرجس وآتيك.
خداع:
بعضهم ينكر التواصل مع الآخر، وهذا حقيقي، بل وكثير، والقراءة في كتب متأثرة بالآخر كالقراءة في كتب الآخر لا فرق في المحصلة. وينبغي أن لا يغتر الطيب بهؤلاء. ويحسب أنها حالة من القراءة الخاطئة للشريعة الإسلامية. أو يسرح به الخيال ويظن أن المعتزلة انتفضت ثانية وعادت للفكر الإسلامي.
إنها حالة منحرفة تقرأ الشريعة، وليست أبداً حالة من الانحراف في قراءة الشريعة، وإنها حالة تعمل لحساب (الآخر)، أو حالة منحرفة متأثرة ب (الآخر)، أو حالة منحرفة يُفعِّلها (الآخر)، أو يستفيد منها (الآخر). والمحصلة أن سياق الأفكار المضادة يبدأ من (الآخر) ويمر بالمنافق ويستقر عندنا فيشغلنا عن دعوة الناس لله، ويذهب بجهدنا في.
أبو جلال / محمد بن جلال القصاص
مساء الأربعاء 26/ 4/2010
13/ 06 /1431
[1] معبد تأثر بسوسن النصراني، وهذا في ترجمته في سير أعلام النبلاء وغيرها، وغيلان الدمشقي ذكر الشيخ سفر أنه تأثر بيوحنا الدمشقي (القديس) يوحنا ذهبي الفم، وهذا بعيد لأن يوحنا الدمشقي دخل دير مار سابا مبكراً، ولكن ما ردده غيلان مصدره الآخر في كل حال.
[2] انظر ـ إن شئت ـ ترجمة هؤلاء في الفكر العربي في عصر النهضة. ولهم تراجم منفصلة.
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 03:33 م]ـ
بسم الله،
أخي محمد، لي عدة تعليقات على ما كتبت، أسأل الله السداد والنفع:
1 - فقه المقاصد هذا تزعم أنه الغطاء الشرعي لتحركات أهل الضلال النهضوية –كما يزعمون- ما كان ليكون له تلك القوة لولا أنهم وجدوا في كتب الفقهاء ومنهم كثير ممن يعد من أشياخ المدرسة السلفية! تأصيلاً لهذا الفقه الأعوج، وهم فتحوا الباب ثم أرادوا أم يغلقوه حين أرادوا! وهي مسألة تابعة -أصولياً- لمسألة العلل، والقول بها في دين الله عز وجل، وقد قامت قيامتهم على أبي محمد بن حزم حين بين فساد هذا الباب كله، حتى زعم بعض الحمقى أن قوله يسلتزم القول بعدم خلود الشريعة! مع أن أول أدلته قول ربنا (ما فرطنا في الكتاب من شيء)؛ أي كفاية الشريعة!.
¥