2 - من أسباب تأثير العاملين في الساحة الفكرية ممن تعد أفكارهم ضرباً من الضلال: غياب مشايخنا الكرام -حفظهم الله! - عن ساحة الجدل الفكري. وما زال كثير منهم يعيش في القرون الأولى!. وما زالت العمليات الفكرية تدور حول كتب الفقه! واشكاليات الاسماء والصفات! وخلق القرآن! و ...... الخ. انظر مثلاً الهجمة الليبرالية العلمانية الخبيثة في السعودية التي يخطط لها في المحافل الماسونية العالمية، أقول: انظر إلى موقف كثير من المشايخ الكرام تجاهها، وكيف اضطربوا!، وما درى كثير منهم من أين تورد الإبل! وما ذاك إلا لجهلهم بواقعهم، والواقع الفكري خصوصاً. حتى صار الشباب يتوجه لقراءة كتب أمثال الأستاذ القدير محمد قطب وغيره؛ لعلهم يجدون تفكيكاً منطقيا لواقعهم المعقد والأطروحات التي يواجهون بها.
يخرج الواحد من المشايخ مثلاً ويكتفي ببيان كفر فلان وفلان، وحرمة قراءة الكتاب الفلاني!، أما الشبه والشكوك التي علقت في أذهان الناس، والشباب منهم خصوصا، فلا تجد من يردها الرد اللائق بها، بالبيان العقلاني المنطقي. وهذه طامة أخرى تدل على جهل كثير منهم بالبنية العقلية لشباب القرن العشرين، التي هي غاية بلاشك متأثرة بالمحيط العالمي، أي أن الخلل قد أصاب بنيتها.
3 - حين نحاول الوقوف على أسباب بروز الدعوة إلى الفكر الذي تسميه معتزلياً، فإنه حري بنا أن نقف على أسبابه بموضوعية.
فمن المعلوم أن الضغط يولد الانفجار اللامحكوم!، وأن التطرف وليد التطرف. انظر إلى الدعوة إلى غلق باب الاجتهاد في بعض القرون، كيف أفرزت لنا دعوة جديدة بفتح باب الاجتهاد فتحاً لا منضبطاً!. ومثل هذا يقال في الدعوات العقلانية، فأحد أبرز أسبابها تغييب العقل من دعاة السلفيين تغييباً قبيحاً! وللأسف. حتى صار الوصف بـ (عقلاني) من قبيل الذم! وأنا اعرف أنهم يقصدون من يحاكم الشرع إلى عقله، لكن طبيعة التعبير كاشفة عن معالم الرؤية!.
4 - أرى أن علينا العمل على تنقية العقلية المسلمة مما علق بها من خرافات (الموضوع أوسع من مسائل الصوفية!) والانحرافات، ومعالجة التشوهات الفكرية التي اصابت البنية العقلية، بدل أن نوغل في تفسير الأمور استناداً إلى موضوع (المؤامرات). كما يحسن بنا أن نعيد نفض كتب الفقه التي تكشلت العقلية المسلمة على أساسها! مع أن فيها كثيراً من الطوام، لا في ذات المسائل وترجيح كذا أو كذا، إنما في طبيعة التصور والتحليل وحتى التدبير. لأن اللجوء إلى التهم (منافق، عميل، حداثي!، متأثر بالآخر!، ....... ) قبل البيان العلمي المضمن للحجج دليل على الإفلاس الفكري (هكذا يظهر للخصم)، ويظهر بجلاء أنا صرنا نعمد إلى الضرب على الوتر الحساس (عميل، منافق، مدسوس) التي هي رصيد آيلٌ إلى النفاد!
5 - وأمر آخر سبب في تيسير دخول الآراء الضالة المنحرفة: وهي تقديس الرجال! والتدين بهم! فكل من قال قولاً: فهو اجتهاد منه!، مع أن الكثير يجب أن يواجهوا بأنهم لا علاقة لهم بالفقه إنما هم عبارة عن حمير لا أكثر. وقد تسلل هذا الداء إلى السلفيين وللأسف! فبعد أن حاربوا التقليد! عادوا إليه، لكنها عودة شر من سابقتها، لأنها هذه المرة تقدم على أنها (احترام للعلماء وأن فلانا ثقة و ........ ). فصُدر بين الشباب كثير من الحمقى والمعوقين، لكن القدسية التي أضفيت عليهم مانعة من معرفة سفالة مذاهبهم وآرائهم.
هذه بعض النقاط التي أحببت إيرادها، تعقيباً وإضافة، أرجوا أن أكون مصيباً.
فإن كان من تصحيح أو نصح من بعض إخواننا؛ فلا يبخلنَّ به علينا.
وفقكم الله
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[30 - 05 - 10, 11:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
كلمة "العمالة" التي كثر استخدامها، يبدو لي أنها كلمة مستوردة أيضا، وأصبحت تطلق بمناسبة وبدون مناسبة. ولكي نحكم عليها حكما دقيقا، نحتاج إلى تعريفها تعريفا شرعيا منضبطا، ثم نطلقها على من يستحق. وإن كنت أرى أن استخدام الألفاظ الشرعية أسلم وأحكم، كلفظ النفاق، والفسوق، والكفر، وغير ذلك.
ومنهم كثير ممن يعد من أشياخ المدرسة السلفية! تأصيلاً لهذا الفقه الأعوج ...
نرجو ذكر أمثلة على هؤلاء الأشياخ! الكثيرين.
انظر مثلاً الهجمة الليبرالية العلمانية الخبيثة في السعودية التي يخطط لها في المحافل الماسونية العالمية ..
كيف عرفنا أن هذه الهجمة هي من تخطيط المحافل الماسونية؟.
والله يحفظكم
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[01 - 06 - 10, 01:26 م]ـ
أخي الكريم أبا ماجد
تصفحت مداخلتك، ولم أر فيها ما استحسن. ربما كان الخلل عندي.
أعود ثانية إن شاء الله وابين لكم ما عندي.