تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 01:59 م]ـ

وسائل علاج الكسل والفتور:

1 - أن يصحب المرء أناسا ذوى همة عالية يشجعونه على سلوك الطريق فيصحب من هم أفضل منه ليشجعوه على أن يكون مثلهم ولا يصحب من هو أفضل منهم لئلا يتكاسل وفى الحديث: " المرء على دين خليله ".

2 - أن يجعل لنفسه عبادات مرتبطة بالغير لا يستطيع التخلف عنها ليجبر نفسه عليها عند الكسل كتحفيظ القرآن وتعليم الغير العلم فإذا بحيائه من الناس يمنعه من الكسل.

3 - أن يكون ديدن العبد الاستعاذة بالله من الكسل وفى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " وأعوذ بك من الكسل " وليصدق فى تضرعه إلى الله أن يصرف عنه الكسل.

4 - أن يعرف العبد تقصير نفسه فلو تعبد من باب أنه يزداد لربما تكاسل بعكس ما لو تعبد من باب تعويض النقص والتقصير الذى كان عنده لما تكاسل كطالب الكلية الذى لا يتكاسل أيام الامتحانات لعلمه بقرب الامتحانات وشدة تقصيره أثناء السنة فكذلك العابد لو أيقن بقرب وفاته وتقصيره لما تكاسل.

5 - أن يفكر فى الموت وقرب أجله وأنه ربما كان اليوم آخر أيامه فإذا به يحسن العكل وقد قال معروف: "أعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع حسن العمل " وفى الحديث: "إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع فإنه أجدر بأحدكم أن يحسن صلاته".

6 - إذا أصابه فتور فليقرأ سير العباد فى كتب الزهد ككتاب حلية الأولياء وصفة الصفوة وسير أعلام النبلاء.

7 - أن يعرف سبب الكسل ويعالجه:

أ- فالبعض يصاب بالفتور إذا فقد لذة ما كان يجد:

فيقال له وطن نفسك على العبادة فإن أبت فأعلمها بطول الطريق وأنه لابد من الاختبار فهل تنال سعادة الدنيا والآخرة هكذا بلا تعب؟ ولتعلم أن العارفين وجدوا ما تجد فى نفسك فصبروا وتغلبوا على الكسل حتى وصلوا إلى الله فإن صبرت لحقت بهم وإلا فلا.

ب- والبعض قد يصيبه الفتور والملل لحنينه إلى الشهوات بعد ما تركها فترة ما:

فنقول له لا تهدم ما بنيته فى الأيام السابقة فإن البناء بطئ والهدم سريع ولعلك لا تجد إرادة للزهد فى قلبك بعد فاصبر رحمك الله فهذا اختبار وامتحان فلا تسقط مكانتك عند الله.

جـ- والبعض قد يأتيه الكسل لكونه نال شهوة من المباحات ككثرة طعام مثلا فاستحقر نفسه وترك الطريق:

فنقول له ما لا يدرك كله لا يترك جله وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشبع أحيانا للمصلحة والحاجة والعارف الكامل من كيف قلبه على كل الأحوال فلربما احتاج المرء إلى الشبع أحيانا.

8 - ألا يترك الحد الأدنى مما يستطيع إجبار نفسه عليه لئلا تتعود نفسه على الكسل وحتى تعلم أن صاحبها لا يوافقها فى كل ما تطلبه فلو تكاسل مثلا عن قيام الليل قلنا له قم بأقل من وردك مه التدبر فإن لم تستطع فلتقم بأكثر من وردك بلا تدبر فإن لم تستطع فلتقم بأقل من وردك مع إطالة الركوع والسجود وإن لم تتدبر وعلى العموم لا يترك المرء شيئا مما تستطيعه نفسه ولو بقهرها عليه والله المستعان.

9 - أن يستغل العبد وقت الفتور فى الطاعة ولا يخلو أمره من حالتين:

أ - يأتيه الفتور كثيرا وهذا حال المبتدئ:

فنقول له اجعل أعمالك اللازمة فى وقت الفتور كصلة الرحم وزيارة إخوانك فى الله وغيرها.

ب - قليلا ما يأتيه الفتور:

فنقول له اجعله فى جمع أوراق العلم أو تحضير أوراق الدراسة ولا بأس بجعله فى صلة الرحم

- وإنما لم أقل بجعله فى صلة الرحم ابتداءا لأن صاحب هذه الحال قليلا ما يأتيه الفتور وصلة الرحم ليست عملا هامشيا إن توفر له وقت فعل وإلا فلا بل هو عمل أساسي لابد من تنظيم وقت له فنقول لصاحب هذه الحال لو أردت جعل وقت فتورك فى صلة الرحم بجانب وقتك الذى خصصته لصلة الرحم فلا بأس فالإكثار من صلة الرحم خير إلى خير إلا أنه لا بد من مراعاة حال الناس وعدم مضايقتهم بكثرة الزيارة -.

10 - أن يعلم أن الفتور اختبار وسيزول قريبا إن شاء الله ولو صبر فلا يجزع ولا ييأس بل ليستبشر خيرا فإن إيمانه سيزداد لو نجح فى الاختبار.

ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 01:59 م]ـ

يتبع إن شاء الله تعالى هذا الفصل الفصل الثاني من الكتاب وهو يعد مادة الكتاب: أساسيات الطريق

وتناول الشيخ فيه:

قراءة القرآن بالتدبر

تقليل الشهوات

المحافظة على الوقت

ذكر الله والإكثار منه

قيام الليل

التفكر

الاهتمام بأعمال القلوب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير