الاهتمام بتنقية القلب من المفسدات
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:01 م]ـ
أساسيات الطريق
1 - قراءة القرآن بالتدبر:
فالسالك لطريق المعرفة بلا قرآن كالمجاهد بلا رمح وسنان ,وقد قال وهيب بن الورد: " بلوت الأعمال عملا عملا فما وجدت أصلح لنفسى من قراءة القرآن بتدبر".
أسباب عدم تدبر القرآن:
1 - كثرة المعاصى:
فالقلب كالمرآة فلو كان نظيفا من المعاصى لظهرت فيه حلاوة القرآن وقد قال عثمان:"لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم ".
2 - الانشغال بالشهوات:
خاصة امتلاء المعدة بالطعام فإنه يكاد يستحيل تدبر القرآن معه لتسلط الشيطان على القلب ومنعه من التدبر والتفهم.
3 - قلة القراءة للقرآن:
فيصاب الإنسان بالفتور بعد فترة من قراءته بل ربما قرأ ربعين فيتثاءب.
4 - قسوة القلب:
بسبب طول الأمد ونسيان الآخرة فلا تكاد تبكى العين لقراءة القرآن ,وقد مر أبو بكر برجل يقرأ القرآن ويبكى فقال: "هكذا كنا ثم قست القلوب ".
5 - عدم التأدب بآداب القراءة:
من وضوء واستقبال القبلة والسواك والتربع أثناء القراءة.
6 - الإسراع بالقراءة:
وعدم جعل التفكر والتفهم لمعاينة أكبر الهم مما يؤدى إلى عدم التدبر , والذى ينبغى أن يتمهل العبد فى قراءته ليفهم ما يقرأ
وقد دخل رجل على ابن مسعود فقال:" قرأت المفصل البارحة" فقال:"أهذا كالشعر؟ "
ودخلوا على بعض العارفين فقالوا:" إنا لنختم القرآن فى كذا وكذا" فقال:" أما إنى فى سورة هود منذ ستة أشهر لم أتجاوزها"
وقال ابن عباس: "صلاة ركعتين فى تفكر خير من قيام ليلة "أى لو كان قيام الليلة بلا تدبر.
7 - عدم معرفة معانى آيات كتاب الله:
سواء من التفاسير المعتمدة عند أهل السنة أو من أقوال العارفين فى لطائف بعض الآيات.
8 - عدم اختيار الأوقات المثلى للقراءة:
كبعد الفجر أو بين المغرب والعشاء أو بعد العشاء إلى آخر الليل إذ يكثر النشاط فيها ويسهل التدبر.
خطوات التدبر:
1 - أن يكثر المرء من قراءته للقرآن جدا ليزيل الجفوة بينه وبين كتاب الله وبا حبذا لو قرأ يوميا ثلاثة أجزاء.
2 - إذا أحس بزوال الجفوة وعدم شعوره بالملل من كثرة القراءة خصص لنفسه مقدارا ما يقرأه على مهل ويتدبر فيه وليكن هذا المقدار حزبا فإن شعر بالملل من مواصلة محاولة التدبر فليجزء الحزب على اليوم فى فترات متباعدة.
3 - إذا أحس بسهولة التدبر جعل الحزب متصلا ثم يزيده حتى يصل إلى جزء.
وللعبد فى القراءة أوراد: فورد للتدبر وورد للقراءة من المصحف نظرا تثبيتا للحفظ وتحصيلا للثواب ففى الحديث: "من سره أن يحب الله فليكثر من النظر فى المصحف" وورد للمراجعة وله توزيع الأوراد على مدار اليوم وإن جمعها كلها ليلا فى صلاته ليقوم ثلث الليل لكان أفضل والله أعلم.
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:02 م]ـ
2 - تقليل الشهوات
وهى:
أ- شهوة الطعام.
ب- شهوة الكلام.
ج- شهوة المنام.
د- شهوة الاختلاط والتعلق بالناس.
هـ - شهوة فضول المعرفة.
أ - شهوة الطعام:
فإن المعدة إذا امتلأت بالطعام تكاسل الإنسان عن العبادة , وقد دخل عابد على جماعة فى بيت المقدس فقال:
"لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتخسروا كثيرا "
والامتلاء سبب لقلة الفطنة , كما قال الشافعي: "إذا امتلأت المعدة غابت الفطنة".
فوائد قلة الطعام:
1 - سبب لتذوق حلاوة الإيمان , فعن عمر قال: " من أراد أن يتذوق حلاوة الإيمان فلا يأكل كثيرا ".
2 - سبب لكل خير فى الدنيا والآخرة فقد قيل: " جعل الخير كله فى بيت وجعل مفتاحه قلة الطعام , وجعل الشر كله فى بيت وجعل مفتاحه كثرة الطعام " , ومتى أكل العبد كثيرا تسلط عليه الشيطان فكان سريع الغضب قاسي القلب والعياذ بالله , فالقلب الرقيق لا يجتمع أبدا مع ماتلاء المعدة على الدوام كما سيأتى إن شاء الله.
3 - أنه سبب لتذكر الفقراء والمساكين وعدم نسيانهم , فيرق القلب فيتعظ بالمواعظ وينتصح بالنصائح بعكس ثقيل المعدة فإنه لا يكاد يذكر الفقراء بل ويقسو قلبه فلا يكاد يتعظ بموعظة.
¥