تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - سبب لنيل الثواب كاملا فى الجنة فمن أخذ حظه فى الدنيا كان من نصيبه فى الآخرة ومن لم يفعل كان نصيبه كاملا فى الآخرة وفى الحديث: " من أراد الدنيا أضر بالآخرة ومن أراد الآخرة أضر بدنياه" , فآثروا الباقى على الفانى رحمكم الله , وقال ابن عمر: " ما من عبد ينال حظا فى الدنيا إلا كان من نصيبه فى الآخرة ولو كان على الله كريما " , وقال عمر: " ولو شئت لكنت من أطيبكم ملبسا وأحسنكم طعاما ولكنى سمعت الله عير أقواما فقال: (أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعم بها) " , وروى موقوفا أيضا عن عائشة بسند صحيح.

5 - أنه سبب للفتوحات الربانية والمعارف الإلهية والعلوم الربانية فإنها لا تهدى إلا لصاحب جوع لا شبعان ثقلان فالشيطان أبعد ما يكون من الجائع وأقرب ما يكون من الشبعان , ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا عليه بالصيام".

معنى تقليل الطعام:

ليس المقصود كما فعلت الصوفية أن يمتنع الإنسان من أكل الطيب أو ما يحب كما قال أحدهم: " أشتهى اللحم منذ سبع سنين وما أكلته " فهذا خطأ , فالزهد أن تأكل من كل شئ ولا تشبع على الدوام من أى شئ , والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يمتنع من أكل شئ ولكن كان لا يشبع إلا نادرا.

والعباد فى هذا على درجات:

1 - من يكثر الصيام ولكنه يشبع فى فطوره وسحوره , فإذا لم يزد على الشبع وداوم على ذلك فهو على خير ونرجو له الوصول بإذن الله بشرط عدم الزيادة على الشبع وعدم وجود التخمة وبشرط أن يكون محتاجا لهذا الأكل لمزيد عمل ونحوه لا لمجرد التخمة , والله المستعان.

2 - من هو قليل الصيام ولكنه لا يشبع فى أكله وهذا حال كثير من أهل الخير الذين أعرفهم , وقد قال ابن مسعود رضى الله عنه: "كثرة الصيام تمنعنى من قراءة القرآن والقرآن أحب إلي " , ومثل هذا يصل بإذن الله لو التزم الطريق.

3 - من يكثر من الصيام ويأكل فى إفطاره قليلا ليتدبر فى قيامه ويزيد فى سحوره قليلا ليتقوى على صيامه وهذا خير ممن سبق وليس معنى أكله فى السحور أن يمعن فى الشبع بل يأكل أقل من الشبع بقليل.

4 - من يكثر من الصيام ويأكل قليلا فى الإفطار والسحور معا وهذا أكمل الجميع لمن قوى على ذلك والمقصود من قلة الطعام أن يستطيع القيام بالعبادات وأشغال الدنيا بلا تعب دون أن يزيد على ما يقويه على هذا.

مما يعين العبد على تقليل الطعام:

1 - تصغير اللقمة وكثرة مضغه للطعام.

2 - تذكر العبد الفقراء الذين لا يجدون ما يأكلون.

3 - استحضار العبد أنه عاص لا يستحق أكلا فإذا به يرضى بأى طعام ويحمد الله عليه.

4 - إذا لم يستطع العبد تقليل طعامه مرة واحدة تدرج فى تقليله شيئا فشيئا.

5 - ألا يأكل عند الجوع لا لمجرد حبه وشهوته.

6 - أن يهذب نفسه فيأكل الفاكهة والعصائر فى أوقات جوعه لا بعد شبعه من الطعام.

7 - يشغل نفسه بالحق فالنفس الفارغة تتطلع إلى الشهوات والمشغولة لا تكاد تتفرغ للتفكير فيها.

ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:02 م]ـ

ب- شهوة الكلام:

فإنه إذا كثر الكلام بغير ذكر الله بعد القلب عن الله وصعبت عليه الطاعة ومتى قل كلامه استطاع ضبط نفسه فمن ملك لسانه فهو من الملوك ومن ضبط لسانه فهو لدينه أضبط

وفى الحديث: " وهل يكب الناس على مناخرهم فى النار إلا حصائد ألسنتهم"

وقال بعض السلف:" ما من شئ أحق بطول حبس من اللسان "

وقال لقمان: "الصمت حكمة وقليل فاعله "

وفى الأثر: " من صمت نجا "

وفى منثور الحكمة: " العاقل يتكلم بعد أن يفكر فى كلامه والجاهل يتكلم ثم يفكر فى كلامه "

وقال الفضيل: "أعرف من يعد كلامه من الأسبوع إلى الأسبوع "

وقال بعض الحكماء: "يا ابن آدم لا تكثر من الكلام فإن الكلام إذا خرج لا يعود "

وقال عمر بن عبد العزيز: " من عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه , ومن لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه"

وفى الحديث: "من كان يؤمن بالله وياليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " فالكلام المذموم ما كان فى غير طاعة الله أو كان لا فائدة فيه

وقال بعض السلف: " إذا أردت أن تتكلم فاسكت وإذا أردت أن تسكت فتكلم " يعنى إذا خفت على نفسك الرياء ولم يكن فى الكلام مصلحة راجحة فلا تتكلم.

ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:03 م]ـ

جـ - شهوة المنام:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير