[هل من حق الزوجة سؤال زوجها أين يخرج؟ وهل يحرم عليها ذلك السؤال؟]
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[01 - 06 - 10, 07:22 ص]ـ
[هل من حق الزوجة سؤال زوجها أين يخرج؟ وهل يحرم عليها ذلك السؤال؟]
السؤال: هل الشرع يمنع الزوجة من سؤال زوجها عن مكان ذهابه؟ هل الشرع يحرِّم على الزوجة مثل هذه الأسئلة؟.
الجواب: الحمد لله
أوجب الشرع على الزوجين عشرة كل واحد منها للطرف الآخر بالمعروف.
قال ابن كثير - رحمه الله -:
وقوله: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ) النساء/ 19 أي: طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم، وهيئاتكم، بحسب قدرتكم، كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله، كما قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ) البقرة/ 228.
" تفسير ابن كثير " (2/ 242).
ولا شك أنه ثمة فروقات بين حقوق الزوج وحقوق الزوجة، وبين طبيعة الزوج وطبيعة الزوجة، فالزوجة لا تخرج – مثلاً – من بيت الزوجية إلا بإذن زوجها، وليس الأمر كذلك بخصوص الزوج، والمرأة لا تأذن لأحدٍ في بيت الزوجية ممن لا يرغب بهم الزوج، وليس الأمر كذلك بخصوص الزوج، وهكذا في كثير مما يعرفه الأزواج في عالَم الحياة الزوجية مما نصت عليه الشريعة المطهَّرة، أو مما عُرف بالعادة والعُرف.
ولا يُعرف في شرع الله تعالى، ولا في عادة غالب الأعراف الزوجية أن من حق الزوجة أن تعلم أين يخرج زوجها ولا أين يذهب؛ ذلك أن الأصل في الزوج أنه يبرز من بيته ويخرج منه لمصالح كثيرة تتعلق: بالعمل والعبادة وصلة الرحم، مما يجعل الأمر يشبه المستحيل أن يكون من حق الزوجة أن يُخبرها زوجها أين يذهب وإلى أين يخرج في كل مرة! وليس الأمر كذلك – بالطبع – بخصوص الزوجة؛ لندرة خروجها، ولتعلق أعمالها الكثيرة والعظيمة ببيتها.
وفي الوقت نفسه لا نقول بأنه يَحرم على الزوجة أن تسأل زوجها إلى أين يخرج من بيته، بل ما زال الناس يرون ذلك من الأزواج، لا سيما في فترة الشباب، أو حيث يكون لها تعلق خاص بزوجها، أو تكون لها ضرة أخرى، تخشى أن يذهب إليها في يومها، أو تخشى من أن يكون له سلوك غير مرضي.
لكن ذلك يبقى في حدود المقبول، والمحتمل، إذا كان قليلا، يحدث المرة بعد المرة، لا أن يصبح طبيعة عامة، كلما دخل أو خرج، فمثل هذا لا يمكن أن يحتمله زوج، أو تستقيم به عشرة.
إلا أننا ننبّه الأزواج أن من الأفضل لهم إخبار زوجاتهم بالمكان الذي يقصدونه إذا كان سيستغرق غيابه وقتاً طويلاً، أو إن كان خروجه لمكانٍ فيه خطر عليه؛ وفي ذلك فوائد كثيرة، منها:
1. رفع قيمة زوجته وإعطاؤها الأهمية التي تستحقها كشريكة حياة.
2. دفع القلق الذي يمكن تسببه نتيجة طول غيابه عن البيت.
3. سرعة البحث عنه في حال طول غيابه المقلق إن كان قصد مكاناً فيه خطر عليه، كمراجعة دائرة أمنية، أو لقاء مع خصم يُخشى عليه منه، أو قصد مكاناً فيه فوضى وفتن.
ومبادرة الزوج في إخبار زوجته بخروجه لبعض الأماكن خير من أن تبادر هي بسؤاله، ونرى أن مثل هذا الإخبار منه يقوي العلاقة الزوجية بينهما، ويزيد في محبتها له، وتعلقها به.
ونحذِّر الزوجة أن تسأل زوجها في كل مرة أين يذهب وإلى أين يخرج؛ فإن هذه الأسئلة مما يكرهه عامة الأزواج، ولذا فإن الأمهات العاقلات المجربات يحذِّرن بناتهن من هذه الأسئلة قبل زواجهن.
كما ننبه الأخوات الفاضلات أن يوصين أزواجهن – أحياناً ولو كثرت - أن يتقوا الله تعالى في خروجهم للكسب أو للسهر أو لغير ذلك؛ فلعلَّ هذه الوصية أن تمنع أحدهم أن يفعل محرَّماً أو يترك واجباً.
ولينظر جواب السؤال رقم (10680 ( http://islamqa.com/ar/ref/10680) ) ففيه بيان حقوق الزوجين بعضهما على بعض.
وفي جواب السؤال رقم (13661 ( http://islamqa.com/ar/ref/13661) ) بيان لماذا تطيع المرأة زوجها.
وفي جواب السؤال رقم (69937 ( http://islamqa.com/ar/ref/69937) ) بيان حكم خروجها من البيت دون إذن زوجها.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/148449