تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من ذلك قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=51)} الجبت: فسر بأنه السحر، وَالطَّاغُوتِ: ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=51) الكاهن. والكاهن أيضا عبد للشياطين، ويعتبروا من السحرة. فذكر الله أنهم} يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=4%20&nAya=51) { وهذا ذم لهم أن يصدقون بالسحر ويصدقون بالشيطان ويصدقون بالكهنة، ويطيعونهم، فذمهم بهذا؛ أي بعملهم وبطاعتهم لهؤلاء الشياطين.

وهكذا عبادة الطواغيت، في قول الله تعالى في حكايته عن اليهود ونحوهم أنه يقول: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=5%20&nAya=60)؛ أي وجعل منهم من عبد الطاغوت، والطاغوت هو الشيطان. وعبادتهم له طاعتهم له، وتقربهم إليه. فدل ذلك على أن من عبد الطاغوت يعني أطاعه وتقرب إليه فإنه يعتبر كافرا حلال الدم والمال.

ومن الأدلة أيضا: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم جعل السحر من الموبقات، في الحديث المشهور قوله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» فإن هذا دليل على أنه من السبع الموبقات أي من المهلكات. وما ذاك إلا أن الله تعالى حكم على من يتعاطاه بأنه كافر كما في هذا الآية: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2%20&nAya=102)}

وأما حكمهم وما يعاملون به؛ فإنهم يحكم بأنهم كفرة. ولا شك أن الكافر هو الذي كفر بوحدانية الله وكفر بعبادته وكفر بطاعته وكفر بحقوقه على العباد؛ فلذلك يحكم عليه بالقتل إذا تحقق ذلك عنه، ويحكم على من اتبعهم وأطاعهم وقلدهم بأنه أيضا كافر. تكاثرت الأحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم على من أتى الكهان بالكفر، قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تكهن أو تكهن له، أو تطير أو تطير له، أو سحر أو سحر له. ومن أتى كاهنا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم».

ومعنى قوله: ليس منا؛ أي ليس من المسلمين ليس منا من تكهن؛ أي من تعاطى الكهانة، وليس منا من سحر؛ أي من عمل السحر، أو أمر بأن يعمل له السحر فليس بمؤمن، وليس من المؤمنين حقا الذين يصدقون بالله وبما جاء عن الله ويعبدونه تعالى حق عبادته.

والكاهن هو الذي يخدم أيضا الشياطين ويطيع الشياطين؛ حتى تنزل عليه الشياطين وتخبره بالأمور المغيبة. ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفا من الله عز وجل، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله بوحيه بما شاء. ثم يمر جبريل على الملائكة، فيقولون: ماذا قال ربنا؟ فيقول: قال الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع.

ومسترق السمع هكذا، وصفه سفيان بكفه فحركها ومدد بين أصابعه، فيسمعها فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته؛ حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة؛ يعني أن السحرة والكهنة يعتمدون على أخبار الشياطين التي تسترق السمع، وكذلك مردة الجن؛ وإلا فإن الساحر آدمي لا يعلم الغيب، وكذلك الكاهن لا يعلم الغيب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير