تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقع أمثلة أيضا مشهورة، يجتمع الناس وينظرون فيتعجبون؛ حتى ذكر بعضهم أن الساحر ونحوه يجر السيارة بأسنانه، يلقي فيها أو يربطها بخيط ثم يجرها بأسنانه بذلك الخيط، أو أنها السيارة مع كبرها يبسط ذراعه وتمر على ذراعه ولا تكسر ذراعه؛ مع نحولة ذلك الذراع. وكذلك أمثلة كثيرة من أعمال هؤلاء.

ورد أيضا قتل الساحر عن جماعة من الصحابة؛ فذكر أن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها كان عندها مملوكة لها، وقد علقت عتقها بالموت؛ إذا مت فأنت حرة.

ثم إن تلك المملوكة عملت لها سحرا تريد أن تموت بسرعة؛ حتى تتحرر، فكان مما أصابها أصاب حفصة شيء من المرض، فعولجت وعرف بذلك أن هذا من أثر هذه الجارية، فقالت: كيف عملت هذه؟! فقالت: أريد أن تموتي حتى أن أعتق. فأمرت بها فقتلت، قتلت تلك الجارية الساحرة بأمر أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.

في صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال: «كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. يقول: فقتلنا ثلاث سواحر بأمر عمر رضي الله عنه».

فهؤلاء ثلاثة من الصحابة ثبت عنهم قتل الساحر جندب الذي قتل ذلك الساحر. وحفصة أمرت بقتل تلك الساحرة. وعمر أمر بقتل كل ساحر وساحرة. ولا شك أن قتلهم؛ لأنهم مفسدون في الأرض. فنقول: إذا عرفت أن فلانا ساحر أو فلانة، واشتهر عنه أن الناس يأتونه لعمل السحر فلا تكتموا عليه؛ بل عليكم أن تدلوا عليه؛ حتى يقام عليه الحد الذي ذكر في هذا الأثر، حد الساحر ضربه بالسيف، أو ضربة ... لو أصر على هذا العمل الشيطاني.

الوقاية والعلاج من السحر

كذلك أيضا يذكر كثير ممن وقعوا في هذا العمل، أو ابتلوا بهذا السحر، كيف نعالج هذا السحر؟ وكيف نتحصن منه؟ فنقول: أولا- التحصن هو يكون بالعبادة الصالحة، وبالأعمال الصالحة وبالدعوات وبالقراءة وبالذكر؛ وذلك مما يحفظ الله تعالى به عبده. ورد في حديث: «أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» وورد في وصف سورة البقرة قوله صلى الله عليه وسلم: «ولا تستطيعها البطلة»؛ أي لا تستطيعها السحرة، لا يستطيعون أن يعملوا فيمن يقرأها أو من تقرأ عنده.

فتعتبر هذه حصنا من الشياطين ومن ضرر السحرة ونحوهم قراءة هذه السورة؛ وذلك لما فيها من الآيات والأحكام ونحوها، افتتحها الله تعالى بصفات المؤمنين: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2%20&nAya=3)} وختمها بالأدعية بقوله: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2%20&nAya=286)} إلى آخر السورة، وذكر في أثنائها عمل السحرة وهو قوله: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=2%20&nAya=102)} فتعتبر حصنا من أضرار السحرة.

وهكذا أيضا كثرة قراءة القرآن تعتبر حماية للمؤمن الذي يكثر قراءة القرآن، يذكر بعض الذين يقرءون على أولئك المصابين بالسحر والمصابين بمس الجن أن الجني الذي يلابس الإنسان يقول: ما لابسته إلا بتسليط من الساحر الفلاني، هو الذي سلطني، وهو الذي كلفني في أن ألابس هذا الرجل. ويقال: يسأل كيف لا تلابس فلانا وفلانا؟ فيقول: إنهم يتحصنون بالأدعية، وبالأعمال الصالحة.

لما أن بعض القراء قرأ علي شيطان أو جني في امرأة قال له القارئ: لا أخلي سبيلك إلا إذا دخلت في فلان أو في فلانة. فقال: إني لا أستطيع، إن فلانا يتحصن بالذكر، يتحصن بالقراءة، يقرأ الأوراد في كل صباح، يقرأه في كل مساء، كذلك عبد صالح؛ فعرف بهذا أن العبد الصالح التقي النقي، المؤمن بالله تعالى، المحافظ على الصلوات، والمحافظ على الأوراد، وعلى أذكار الصباح والمساء، وعلى الأعمال الصالحة، والبعيد عن الشبهات، وعن المحرمات -أن الله تعالى يحرسه ويحفظه من ضرر هؤلاء الشياطين ومردة الجن والسحرة، وأنهم لا يستطيعونه؛ بحيث أنهم يهربون منه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير