ومثل قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=17%20&nAya=81) { قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=34%20&nAya=49)} ومثل قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=21%20&nAya=18) وكقراءة أول سورة الصافات وفيها قوله تعالى في صفة عمل الشياطين: {إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=37%20&nAya=10) وقوله تعالى في سورة الحجر: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=15%20&nAya=16)} وأشباه ذلك.
التداوي بالسحر
كذلك أيضا نقول: لا يجوز الذهاب إلى السحرة لحل هذه الأعمال الشيطانية. إذا عرفنا أن الساحر حكمه أنه كافر. فلا يجوز أن نستعين بهم، ونقول: إن فلانا مسحور فكيف تعالجونه؟ لأن علاجهم بسحر؛ ولذلك ورد في حديث جابر: «أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة، فقال: هي من عمل الشيطان»؛ يعني علاج السحر بالسحر من عمل الشيطان؛ فكما أن عقد السحر يعتبر من عمل الشيطان فكذلك أيضا النشرة التي هي من عمل الساحر أيضا من عمل الشيطان.
وروي عن الحسن رضي الله عنه الحسن البصري قال: لا يحل السحر إلا ساحر؛ بمعنى أنه لا يعالجه إلا ساحر مثله؛ ولكن ذكر في صحيح البخاري عن قتادة قال: سألت سعيد بن المسيب أو سئل فقيل له: رجل به طب، أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ فقال: لا بأس بذلك؛ إنما يقصدون به الإصلاح. يقول: فأما ما ينفع فلا ينهى عنه، وهذا يراد به الحل بالرقية وبالقراءة.
قد وفق الله تعالى بعض القراء المخلصين إلى أن يستعملوا رقية نافعة يبطل بها عمل السحر، يبطل بها عمل الشياطين، فيقرءون هذه الآيات التي ذكرنا، ويقرءون آيات أخرى مثل المعوذتين، وسورة الإخلاص وآية الكرسي ويكررونها، فيقرءون الآيات التي فيها توحيد الله تعالى وفيها تمجيده وتعظيمه، وكذلك أيضا يعالجونه بما يتيسر علاجه به؛ فمثل هذا يعتبر حلا مفيدا.
ذكر ابن القيم رحمه الله أنه قال: النشرة قسمان أو نوعان:
الأول- حل السحر بسحر مثله:
وصفته أن يتقرب الساحر والمسحور إلى الشيطان بما يحب؛ حتى يبطل عمله عن المسحور، فيتقربون إلى الشيطان؛ فالساحر يتقرب إلى الشيطان بما يحب والمسحور تضعف نفسه، ويصدق ذلك الساحر بأنه يقدر، وبأن عنده قدرة، وبأن عنده تمكن، فتضعف نفسه فيكون أيضا متذللا للشيطان، والشيطان إذا أطاعه هذا وأطاعه هذا تنزل على رغبته، فيبطل عمله الذي عمله لذلك المسحور. فلا شك أن هذا يعتبر عملا شيطانيا، فلا يجوز أن يوافق عليه.
الثاني: علاجه بالرقية، وبالأدوية النافعة، وبالأدعية المفيدة؛ فإن ذلك جائز مفيد.
فنقول: لا يجوز لمن وقع به شيء من هذا، أو ابتلي به أن يذهب إلى السحرة، ويقول: حلوا هذا السحر -فإن في هذا إقرار لهم؛ بل متى علم أن فلانا ساحر، أو أن في آل فلان ساحر أو ساحرة أو كاهن أو كاهنة فلا يجوز إقرارهم؛ بل يرفع أمرهم إلى المحاكم وإلى ولاة الأمور؛ حتى ينفذوا فيهم حكم الله تعالى؛ ألا وهو قتلهم كما ذكرنا عن الصحابة رضي الله عنهم الذين أمروا بقتلهم فيستريح منهم العباد والبلاد.
لا شك أن تأثير السحر على العقيدة أنه يعتبر مفسدا للعقيدة ومنقصا للتوحيد، ومنقصا للإيمان؛ وذلك لما ذكرنا من أنه عبد للشيطان وعابد له، ولا شك أن من عبد غير الله فإنه قد أشرك، وأنه يدعو غير الله بمعنى أنه يدعو ذلك الشيطان باسمه فيكون بذلك كافرا مشركا والعياذ بالله. فعلى المسلمين أن يحرصوا على التحصن من هؤلاء الشياطين، ومن أعوانهم؛ حتى يحرزوا دينهم وعقيدتهم.
قاله
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
رحمه الله
للإستماع للمحاضرة
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=147