تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

باب الزجر عن صلاة المأموم خلف الصف وحده والبيان أن صلاته خلف الصف وحده غير جائزة يجب عليه استقبالها وان قوله لا صلاة له من الجنس الذي نقول إن العرب تنفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال

[1569] أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام ثنا ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان وكان أحد الوفد قال صلينا خلفه يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقضى نبي الله صلى الله عليه وسلم الصلاة فرأى رجلا فردا يصلي خلف الصف فوقف عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى صلاته ثم قال له استقبل صلاتك فلا صلاة لفرد خلف الصف قال أبو بكر وفي أخبار وابصة بن معبد رأى رجلا صلى خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة واحتج بعض أصحابنا وبعض من قال بمذهب العراقيين في إجازة صلاة المأموم خلف الصف وحده بما هو بعيد الشبه من هذه المسألة احتجوا بخبر أنس بن مالك أنه صلى وامرأة خلف النبي صلى الله عليه وسلم فجعله عن يمينه والمرأة خلف ذلك فقالوا إذا جاز للمرأة أن تقوم خلف الصف وحدها جاز صلاة المصلي خلف الصف وحده وهذا الاحتجاج عندي غلط لأن سنة المرأة أن تقوم خلف الصف وحدها إذا لم تكن معها امرأة أخرى وغير جائز لها أن تقوم بحذاء الإمام ولا في الصف مع الرجال والمأموم من الرجال إن كان واحدا فسنته أن يقوم عن يمين إمامه وإن كانوا جماعة قاموا في صف خلف الإمام حتى يكمل الصف الأول ولم يجز للرجل أن يقوم خلف الإمام والمأموم واحد ولا خلاف بين أهل العلم أن هذا الفعل لو فعله فاعل فقام خلف إمام ومأموم قد قام عن يمينه خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانوا قد اختلفوا في إيجاب إعادة الصلاة والمرأة إذا قامت خلف الصف ولا امرأة معها ولا نسوة فاعلة ما أمرت به وما هو سنتها في القيام والرجل إذا قام في الصف وحده فاعل ما ليس من سنته إذ سنته أن يدخل الصف فيصطف مع المأمومين فكيف يكون أن يشبه ما زجر المأموم عنه مما هو خلاف سنته في القيام بفعل امرأة فعلت ما أمرت به مما هو سنتها في القيام خلف الصف وحدها فالمشبه المنهي عنه بالمأمور به مغفل بين الغفلة مشبه بين فعلين متضادين إذ هو مشبه منهي عنه بمأمور به فتدبروا هذه اللفظة يبن لكم بتوفيق خالقنا حجة ما ذكرنا وزعم مخالفونا من العراقيين في هذه المسألة أن المرأة لو قامت في الصف مع الرجال حيث أمر الرجل أن يقوم أفسدت صلاة من عن يمينها ومن عن شمالها والمصلي خلفها والرجل مأمور عندهم أن يقوم في الصف مع الرجال فكيف يشبه فعل امرأة لو فعلت أفسدت صلاة ثلاثة من المصلين بفعل من هو مأمور بفعله إذا فعله لا يفسد فعله صلاة أحد.

و أما قول الأخ الفاضل محمد رشيد (حديث ((لا صلاة لمنفرد خلف الصف)) قد صرفه الجمهور عن معنى البطلان، هذا عند من صححه).

فالصرف عن اللفظ الظاهر كما في هذا الحديث يصعب إلى بدليل ظاهر جدا كظهور هذا اللفظ في الدلالة على البطلان فحديث وابصة و حديث علي بن شيبان نص في بطلان صلاة المنفرد خلف الصف.

و الأصل الجمع بين الدليلين هذا عند وجود التعارض الظاهر فكيف التعارض بين هذه النصوص و بين حديث المرأة التي صلت خلف صف الرجال كما في حديث أنس و كذلك صلاة أبو بكرة رضي الله عنه التي جعلها المخالفين من الصوارف غير ظاهر بل الظاهر هو عدم التعارض.

فالمرأة معلوم أنه مكانها خلف صف الرجل فلا وجه بمعارضته بأحاديث النهي عن الصلاة خلف الصف و بطلان هذه الصلاة و قد بين الإمام ابن خزيمة بطلان الحاق حكم الرجل بالمرأة في وقوفها في الصف خلف صف الرجال أتم بيان و قد نقلت كلامه كاملا في هذه المشاركة لنفاسته.

و حديث أبي بكرة واضح بأن أبا بكرة رضي الله عنه أراد الصلاة في الصف و لكنه ركع قبل الصف و دب حتى يصل الصف و الأعمال بالنيات فنية أبي بكر أثرت في تغيير الحكم بخلاف من وقف خلف الصف مع قدرته على الدخول في الصف فهذا نيته الوقوف خلف الصف فهنا بطلت صلاته.

و أما ادعاء الإضطراب فهذا غير صحيح فهؤلاء أساطين علم الرجال و الحديث حكموا بصحته و أفتوا بما فيه من معنى و لو كان فيه اضطراب كما يدعي البعض لكان أعلم الناس به هؤلاء الأساطين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير