تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه)]

ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 05:31 م]ـ

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام على رسوله محمد بن عبد الله الأمين الذي أرسله الله - تبارك وتعالى - رحمة للعالمين؛ وبعد: فقد قرأت في هذه الأيام تعليقة كتبها أحد الإخوة في بعض الشبكات، وفي هذه التعليقة جملة لم يستسغها بعض أهل العلم؛ فأحببت أن أنقل له كلامَ بعض أهل العلم في ذلك؛ لعله يتنبه لخطأ هذه العبارة – أو ينبه لها –، وهذه الجملة التي وجدتها هي (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه)، ولن أطيل في الحديث والكلام؛ لأترككم مع كلام أهل العلم؛ فدونكموه:

قال الشيخ العثمين – رحمه الله – في (شرح رياض الصالحين) (1/ 189طبعة دار الوطن): والله عز وجل يحمد على كل حال، وكان النبي - عليه الصلاة والسلام - إذا أصابه ما يُسَرُّ به قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أصابه سوى ذلك قال: الحمد لله على كل حال، ثم إن ها هنا كلمة شاعت أخيراً عند كثير من الناس؛ وهي قولهم: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ هذا الحمد ناقص؛ لأن قولك على مكروه سواه تعبير يدل على قلة الصبر، أو - على الأقل - على عدم كمال الصبر، وأنك كاره لهذا الشيء، ولا ينبغي للإنسان أن يعبر هذا التعبير، بل ينبغي له أن يعبر بما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعبر به؛ فيقول: الحمد لله على كل حال، أو يقول: الحمد لله الذي لا يحمد على كل حال سواه.

أما أن يقول: على مكروه سواه؛ فهذا تعبير واضح على مضادة ما أصابه من الله – عز وجل – وأنه كاره له.

وأنا لا أقول: إن الإنسان لا يكره ما أصابه من البلاء، فالإنسان بطبيعته يكره ذلك، لكن لا تعلن هذا بلسانك في مقام الثناء على الله، بل عبر كما عبر النبي – صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال.

وقال في (5/ 456 - 457 طبعة دار الوطن): كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه ما يخالف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، وما يقوله بعض الناس اليوم: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهو خطأ غلط؛ لأنك إذا قلت: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه = فهو عنوان على إنك كاره لما قدر عليك، ولكن قل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال، هذا هو الصواب، وهو السنة التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقال – كذلك - في (3/ 550 - 551 - طبعة دار البصيرة):وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أتاه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه ما لا يسره قال: الحمد لله على كل حال؛ وأما ما يقوله بعض الناس: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهذه كلمة خاطئة، لم ترد، ومعناها غير صحيح، وإنما يقال: الحمد لله على كل حال.

وقال – كذلك - في (6694 - 695 طبعة دار الوطن): وكان من هدى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا أصابه ما يسره قال: الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وإذا أصابه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، هذا هدى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وأما ما يقوله بعض الناس: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهذه عبارة لا ينبغي أن تقال؛ لأن كلمة " على مكروه " تنبئ عن كراهتك لهذا الشيء، وأن هذا فيه نوعا من الجزع، ولكن قل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال.

وسئل الشيخ في (شرح صحيح البخاري) شريط رقم (5/أ) عند الدقيقة (23:21) هذا السؤال: نسمع كثيرا – بعض الناس يقول: الحمد لله الذي لا يحمد مكروه سواه؛ هذا صحيح؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير