تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأجاب: لا؛ غير هذا؛ كان النبي – عليه الصلاة والسلام – إذا أصابه ما يكره قال: الحمد لله على كل حال؛ لأن نسبة المكروه إلى الله؛ كأنه يعطي التضجر؛ فإذا قلت: على كل حال شمل؛ ولذلك يقول العلماء: من سوء الأدب أن تقول: إن الله خالق الحمير، وخالق الكلاب، وخالق الأقذار، لكن تقول: الله هو خالق كل شيء، أو تجيب من سألك – واحد يسألك يقول: من خلق الحمار؟ تقول: الله، أم أن تنص على شيء من هذه الأشياء المستقبح ذكرها – تنسبها إلى الله؛ فهذا فيه شيء من سوء الأدب؛ فإذا قلت: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه = صار المعنى أنك ضجر من تقدير الله – عز وجل -.

كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام – قل: الحمد لله على كل حال، وإذا أصباه ما يُسَرُّ به يقول: الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، نعم؛ هذا هدي النبي – عليه الصلاة والسلام -.

وقال في فتاوى (نور على الدرب) الشريط (280/ب) عند (12:14): وقد كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا أصابه ما يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أصابه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، وهذا هو الذي ينبغي أن يقوله الإنسان؛ أما ما اشتهر على لسان كثيرٍ من الناس حيث يقول - إذا أصيب بمصيبة - الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه؛ فهي عبارةٌ بشعة، ولا ينبغي للإنسان أن يقولها؛ لأن هذا يعلن إعلاناً صريحاً بأنه كارهٌ لما قدر الله عليه، وفيه شيء من التسخط - وإن كان غير صريح -؛ ولهذا نقول: ينبغي لك أن تقول ما كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقوله، وهو: الحمد لله على كل حال.

وسئل كما في شرح (عقيدة أهل السنة والجماعة) شريط (16/ب) عند (12:27): الذين يقولون: الحمد لله الذي لا يحمد مكروه سواه؛ يقولون – شيخ! – نحن لا نقصد المعارضة، بل نقصد أن المخلوقين لا يحمدون على المكروه، بل يعاقبون؟

فأجاب: لا؛ لا، هذا غلط، هذا غلط، ما تقال هنا، بل يقال كما قال النبي – عليه الصلاة والسلام - الحمد لله على كل حال، أما أنك (كلمة غير واضحة) على مكروه، معنى أنك أعلنت – الآن – أنك كاره ما حصل، وفيه نوع من الاعتراض، وإن كان يقول: لا نقصد – وإن شاء الله هو ظننا فيمن فيه الخير - لكن نقول: عدل العبارة إلى ما قاله الرسول – عليه الصلاة والسلام -: الحمد لله على كل حال.

وقال في تفسير (سورة البروج) عند (10:50): وقوله: {الحميد} بمعنى المحمود؛ فالله - سبحانه وتعالى - محمود على كل حال، وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه إذا جاءه ما يُسَرُّ به قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا جاءه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال، وهذا هو الذي ينبغي للإنسان - أن يقول عند المكروه: الحمد لله على كل حال، أما ما نسمعه من بعض الناس يقول: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فهذا خلاف ما جاءت به السنة، بل قل كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: الحمد لله على كل حال، أما أن تقول: الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قَدَّرَ الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يرضى الإنسانُ بما ما قدر الله عليه مما يسوءه أويسره؛ فإن الذي قدره عليك مَن؟ الله - عز وجل - هو ربك، وأنت عبده، هو مالكك، وأنت مملوك له؛ فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره؛ فلا تجزع، يجب عليك الرضا والصبر، وأن لا تتسخط؛ لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك. اصبر وتحمل، والأمر سيزول، دوام الحال من المحال.

قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً.انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير