تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال في سلسلة (لقاء الباب المفتوح) الشريط (37/أ) عند (3:22): وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا جاءه ما يسر به قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا جاءه خلاف ذلك قال: الحمد لله على كل حال؛ وهذا هو الذي ينبغي للإنسان - أن يقول عند المكروه: الحمد لله على كل حال؛ أما ما نسمعه من بعض الناس يقول: الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه؛ فهذا خلاف ما جاءت به السنة، بل قل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله على كل حال، أما أن تقول: الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه؛ فكأنك - الآن - تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يرضى الإنسان بما قدر الله عليه مما يسوءه أو ما يسره؛ لأن الذي قدره عليك من؟ الله - عز وجل - هو ربك، وأنت عبده، هو مالكك، وأنت مملوك له؛ فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره؛ فلا تجزع! يجب عليك الرضا، والصبر، وأن لا تتسخط، لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك، اصبر وتحمل والأمر سيزول؛ دوام الحال من المحال. قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً. انتهى.

وسئل الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك – وفقه الله – كما في موقع طريق الإسلام - هذا السؤال: ما حكم قول: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" لأنني سمعت أنه منهي عنه بسبب أنَّ فيه سوء أدب مع الله يتضمن إعلاناً تاماً أنك تكره ما قضى الله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أصابه مكروه يقول: "الحمد لله رب العالمين على كل حال؟

فأجاب: الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فأما قول القائل: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فكذلك ليس هو من الحمد المشروع، بل الحمد ينبغي أن يكون مطلقاً فيقول المسلم: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على كل حال، الحمد لله على السراء والضراء، ثم إنَّ قوله: إنه تعالى لا يحمد على مكروه سواه ليس بمستقيم، فإن الذي يؤدب ولده بالضرب ونحوه يحمد على ذلك وإن كان الضرب مكروهاً بموجب الجبلة فالولد يحمد والده على تأديبه، وكذلك من يفعل ما يوجب حداً أو تعزيراً إذا أقيم عليه الحد الذي يردعه، فإن الذي يفعل ذلك يحمد وإن كان إقامة الحد والتعزير موجع ومؤلم، ولكن الذي فعل هذا المكروه يحمد على ذلك لأنه محسن ومصلح وفاعل لما أمر به، والحاصل أنَّ هذه العبارة لا ينبغي ذكرها في الدعاء أو الحمد، بل يحمد الإنسان ربه بالصيغ الشرعية المأثورة، وعلى الوجه المشروع، والله أعلم.

أشرف السلفي

والله الموفق

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير