تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على التوقيت الفلكي، الذي لا يوافق التوقيت الشرعي في بعض الأوقات، وفي كثير من البلاد، فقد علمنا أن الفجر يذاع قبل الفجر الصادق بنحو ربع ساعة أو أكثر، يختلف ذلك باختلاف البلاد، والظهر قبل ربع ساعة، والمغرب بعد نحو عشر دقائق، والعشاء بعد نصف ساعة! وهذا كما ترى يجعل بعض الصلوات تصلى قبل الوقت الشرعي مما لا يخفى فساده، والسبب واضح، وهو الجهل بالشرع؛ والاعتماد على علم الفلك وحساباته التي تخالف الشرع؛ الأمر الذي صيّر المؤذنين الذين قد يؤذنون في مساجدهم، ولا يكتفون بالأذان المعلن من إذاعة الحكومة يجهلون كلّ الجهل المواقيت الشرعية المبنية على الرؤية البصرية، التي يسهل على كل مكلف أن يعرفها، لا فرق في ذلك بين أمِّي وغيره، بعد أن يكون قد عرفها من الشرع، فالفجر عند سطوع النور الأبيض وانتشاره في الأفق، والظهر عند زوال الشمس عن وسط السماء، والعصر عند صيرورة ظل الشيء مثله، بالإضافة إلى ظل الزوال، والمغرب عند غروب الشمس وسقوطها وراء الأفق، والعشاء عند غروب الشفق الأحمر. وإن مما لا شك فيه: أن هذه المواقيت تختلف باختلاف الأقاليم والبلاد ومواقعها في الأرض؛ من حيث خطوط الطول والعرض من جهة، ومن حيث انخفاضها وارتفاعها من جهة أخرى، الأمر الذي يوجب على المؤذنين مراعاتها والانتباه لها، فمدينة كبيرة كالقاهرة مثلًا؛ يطلع الفجر في شرقها قبل مغربها، وهكذا يقال في سائر الأوقات، بل قد تكون البلدة ليست في اتساعها كالقاهرة، كدمشق مثلًا، فمن كان في جبل قاسيون مثلًا تختلف مواقيته عمن كان في وسطها، أو في مسجدها مسجد بني أمية، أو في الغوطة منها مثلًا، ومع ذلك فأهلها جميعًا من كان في الأعلى أو الأدنى من مناطقها يصلون ويصومون ويفطرون على أذان مسجدها! وما لنا نذهب بعيدًا؛ فقد شاهدت أنا وغيري في بعض قرى عَمَّان؛ (= الناعور) - لما ذهبنا إلى صلاة المغرب في مسجدها - الشمس لما تغرب بعد، والأذان يعلن من مكبر الصوت الذي على المنارة مذاعًا من إذاعة الدولة من بعض مناطق عمان! وتتكرر هذه المشاهد المخالفة في كثير من البلاد كما رأينا وسمعنا مثله من غيرنا؛ وقد بينتُ هذا في مكان آخر من التعليقات والتوجيهات. والمقصود: أن الثناء المذكور على المؤذنين في هذا الحديث؛ صاروا اليوم غير مستحقين له؛ بسبب أنهم لا يراعون الشمس و .. و .. لمعرفة أوقات الصلاة التي ائتمنوا عليها، ودعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالمغفرة لو قاموا بها في قوله صلى الله عليه وسلم: " الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين " (1).

فلعل من كان يملك أذانه من المؤذنين، ومن كان من الحكام الغيورين على أحكام الدين يهتمون بالمؤذنين وتوجيههم أحكام دينهم وأذانهم، ويمكنونهم من أداء الأمانة التي أنيطت بهم، وهم يعلمون قوله صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ". {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد}!) اهـ


(1) "صحيح أبي داود" (530)، و"الإرواء" (217).

ـ[الدسوقي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 08:44 م]ـ
تفريغ لسؤال الشيخ أبي اسحاق الحويني الشيخ الالباني عن صلاة الفجر
سلسة الهدي والنور الشريط رقم 43 بداية من الدقيقة 16.47

الحويني: لنا أخوة من السلفيين بالإسكندرية يؤذنون للفجر أذانين والأذان المعترف بعد ثلث ساعة من الأذان العادي و يقولون بالفجر الصادق والكاذب، هذا طبعا له خطورة من ناحية الصيام فماذا ترون في هذة المسألة, وما موقف بقية الجمهورية كلها من أنه إذا ثبت أن الفجر يؤخر ثلث ساعة فهم يصلون قبل الوقت علي هذا الاعتبار.

الألباني: هذة مصيبة ألمت بالكثير من الأقاليم الإسلامية مع الأسف حيث أنهم يحرمون الطعام قبل مجئ وقت التحريم ويصلون صلاة الفجر قبل دخول وقت الصلاة وهذا نحن لمسناه في هذة البلاد .... وبخاصة أن داري –وهذا من فضل الله علي - مشرقة فأنا اري في كل صباح و مساء طلوع الشمس وغروبها , طلوع الفجر الصادق , فأجد أنهم فعلا يصلون قبل الوقت –أي صلاة الفجر - وهذا من الأسباب التي تحملي أن أتي إلي هذا المسجد وأصلي الفجر لأني لا أجد في المساجد التي حولي إلا أنهم يبكرون بالصلاة علي الأقل لا يصلون السنة إلا قبل الفجر الصادق
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير