تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ ابن باز: مذهب طالب العلم الكتاب والسنة.]

ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[09 - 06 - 10, 03:56 م]ـ

[الشيخ ابن باز: مذهب طالب العلم الكتاب والسنة.]

قال سماحة الإمام المحدث الفقيه عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى:

طالب العلم لا يقتصر على مذهب معين، طالب العلم مذهبه الكتاب والسنة، لا حنبلي، ولا شافعي، ولا مالكي، ولا حنفي، ولا ظاهري، ولا غيرهم، فطالب العلم يتبع الحق، يتعلم ليستفيد حتى يعرف أخطاء المذهب الحنبلي، والشافعي، والمالكي، والحنفي، والظاهري وغيرها، فطالب العلم يتفقه في الدين، فما وجد من صواب في المذهب الحنبلي أخذه ومن خطأ تركه، وهكذا في مذهب الشافعية والمالكية وغيرها، أما التعصب لواحد منهم أو الاقتصار عليه والجمود عليه ليس بسبيل العلماء، هذا غلط، قال ابن عبد البر رحمه الله: (أجمع العلماء على أن المقلد لا يعد من العلماء)، فليس بعالم، وإنما العالم الذي يطلب الدليل ويتعلم ويتفقه في الدين، ويأخذ بالحجة، ويقرع الحجة بالحجة سواء كان منتسباً للحنابلة أو الشافعية أو المالكية أو الحنفية أو غيرهم، الانتساب لا يضر الإنسان لكن التقليد هو الذي يضر، فشيخ الإسلام ابن تيمية من أعظم المجتهدين ومن أكمل المجتهدين وهو ينتسب للحنابلة، وابن القيم، وابن مفلح كذلك، وابن كثير ينتسب للشافعية، فالانتساب لا يضر، لكن لا يقلد، فإذا قال أنا شافعي أو حنفي أو مالكي أو حنبلي مجرد انتساب، عاش في بلدهم أو عاش على مدرس منهم لا يكون بهذا مقلداً، فالانتساب لا يضر، لكن يعتني بالدليل ويرجح الراجح سواء وافق مذهبه أو خالف مذهبه، عمدته الدليل، قال الله قال رسوله، مع الأصول المتبعة والقواعد المتبعة.

أما العامي فيسأل أهل العلم في زمانه، يتخير العالم الطيب الذي يظهر عليه التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، والورع، ويظهر منه العلم، ويشهد له الناس بالخير، فيتحرى ويسأل، ومذهبه مذهب من أفتاه، لكن عليه أن يتحرى أهل العلم، ويسأل في بلاده أو في غير بلاده عن المعروفين بالعلم، والفضل، واتباع الحق، والمحافظة على الصلوات، والذين يعرفون باتباع السنة، من توفير اللحى، وعدم الإسبال، والبعد عن مواقف التهم، إلى غير هذا من الدلائل على استقامة العالم، فإذا أرشد إلى عالم ظاهره الخير ومعروف بالعلم، سأله عما أشكل عليه، والحمد لله.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير