24 - يا من عمله بالنفاق مغشوش، تتزين للناس كما يُزين المنقوش، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش، فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش، و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش.
25 - ألك عمل إذا وضع في الميزان زان؟ عملك قشر لا لب له، و اللب يُثقل الكفة لا القشر
26 - رحم الله أعظما نصبت في الطاعة وانتصبت، جن عليها الليل فلما تمكن وثبت، وكلما تذكرت جهنم رهبت وهربت، وكلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت.
27 - يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة، ولا رق أملك من الشهوة، ولا مصيبة كموت القلب، ولا نذير أبلغ من الشيب.
28 - إلى كم اعمالك كلها قباح، اين الجد إلى كم مزاح، كثر الفساد فأين الصلاح، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو وإما في رواح، وسيخلو البلى بالوجوه الصباح، أفي هذا شك ام الأمر مزاح.
29 - فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة، فما صدق صادق فرُد، و لا اتى الباب مخلص فصُد، و كيف يُرد من استُدعي؟ و إنما الشان في صدق التوية.
30 - إخواني: الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها، تنزل بهم حيث شاءت، فبيناهم على غواربها ألقتهم فوطئتهم بمناسمها.
31 - النظر النظر إلى العواقب، فإن اللبيب لها يراقب، أين تعب من صام الهواجر؟ وأين لذة العاصي الفاجر؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات، وكأن لم يلتذ من نال الشهوات.
32 - حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له: كيف وجدت محبسك؟ قال: ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم، حتى يجمعنا يوم
33 - جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه.
34 - إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر.
35 - اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة، في كتاب يًحصي حتى الذرة، و العصاة عن المعاصي في سكرة، فجنو من جِنى ما جنوا، ثمار ما قد غرسوه.
36 - يا هذا! ماء العين في الأرض حياة الزرع، و ماء العين على الخد حياة القلب.
37 - يا طالب الجنة! بذنب واحد أُخرج ابوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها! إن امرإ تنقضي بالجهل ساعاته، و تذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق ان تجري دائماً دموعه، و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه.
38 - أعقل الناس محسن خائف، و أحمق الناس مسئ آمن.
39 - لا يطمعن البطال في منازل الأبطال، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة، من زرع حصد و من جد وجد، فالمال لا يحصل إلا بالتعب، و العلم لا يُدرك إلا بالنصب، و اسم الجواد لا يناله بخيل، و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل.
منقول للفائدة