مثال توضيحي لرؤية المسبِّب مع عدم الوقوف مع الأسباب ...
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 01:54 ص]ـ
(مثل العبد النافذ إلى الله تعالى في الأسباب بمثابة الرجل يقعد تحت الميزاب إذا أمطرت السماء، فهو يشكر الله تعالى وحده ولا يلزم من قعوده تحت الميزاب أن يضيف المطر له. بل علم أنه إن لم يكن فيه لم يجد شيئا، كذلك الأسباب ميازيب المنن فمن دخل في الأسباب وهمته مطلعة بالله تعالى لا بها لم يضره ذلك ولم يخش عليه القطيعة فيما هنالك.
ومثل الواقف مع الأسباب الغافل عن وليها، كمثل البهيمة يعبر عليها مالكها فلا تلتفت إليه، وهو المالك لها والمعطي لسائسها ما ينفق عليها فإذا عبر سائسها بصبصت بعينها وتشوفت إليه لاعتيادها منه أن يتولى طعمتها.
فالعبد كذلك لأنه أجري إليه الإحسان على أيدي الخلق يشهد ذلك منهم، ولم يخرجه عنهم، فهو كالبهيمة بل هي أحسن حالا منه: {أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم الغافلون}.
مثال آخر: مثل الواقف مع الأسباب، والنافد إلى الله فيها، كمثل رجلين دخلا حماما.
أحدهما وافر العقل، والآخر غالب عليه البلاهة، فاستوقف الماء فأما العاقل فيعلم أن له مصرفا من ورائه يصرفه، ومجريا يجريه فيرجع إليه ليرسل له منه ما كان قطعه أو يفعل ما يشاء.
وأما الآخر: فيأتي إلى الأنبوب فيقول:
أيها الأنبوب، اسكب لنا ماء، مالك قطعتني ماءك؟
فيقال له: إنك لأحمق، وهل الأنبوب يسمع شيئا؟ أو يفعل شيئا؟ إنما هي محل ومجرى يظهر فيما ما أجرى فيها).
من كتاب التنوير لابن عطاء ... والله تعالى أعلم.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[11 - 06 - 10, 02:03 ص]ـ
ومما يحكى أن رجلا تصدق على آخر فقال له: خذ لا لك. فقال الآخذ: هات لا منك!