[سؤال فيما يخص حدود العلاقة بغير المسلمين في إطار الدعوة]
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:14 م]ـ
الأخوة الأفاضل أردت السؤال عن حدود العلاقة مع من هم ليسوا بمسلمين وكذا ليسوا بأهل كتاب، فهم إما يزعمون أنهم لا دين لهم، أو ملحدين أو علمانيين، وهم لا يعادون أهل الدين ولا يقفون في وجه الدعوة، ولكنهم شباب كانت نشأتهم في أحضان بلاد الكفر وآباؤهم وأمهاتهم من المسلمين، ورضعوا تلك الأفكار من مدارس الإلحاد في الغرب ومن مخالطة الملحدين، فما هي الحدود المسموح بها في العلاقة معهم إن كان مبعث ذلك دعوتهم وتوضيح الحق لهم،خاصة وأنهم لا ينفرون من اهل الدين بل يحترمونهم ويستمعون لمقالتهم بأدب وكذا يناقشون، وقد توطدت علاقاتهم ببعض الاخوة لدرجة طيبة قد تستغل في توجيههم وتصحيح فساد اعتقادهم،فهل يجوز الترفق بهم والسؤال عن احوالهم ورفقتهم في بعض الأسفار ومؤاكلتهم ومجالستهم، وكل ذلك من قبيل استمالة قلوبهم للدين ويتخلل ذلك كله حوار ونقاش، مع التأكيد على بغض ما هم عليه من الكفر البواح وهم يفهمون ذلك، فلا يتطرق لأذهانهم أن هذا مبعثه الرضا بما هم فيه، وإنما يعلمون أن مبعث ذلك كله سماحة الدين، وأننا نريد بهم الخير، وما فرغت لهم تلك الأوقات إلا لخيرهم، وهل هناك كتب عنيت بمثل هذا الأمر وبيان حدوده ومحظوراته، أرجو الإفادة العاجلة
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[11 - 06 - 10, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة"
أنظر كيف عامل المصطفى صلى الله عليه وسلم عمه وهو لم يكن من أهل الكتاب وكان على الكفر مصر بل كيف لم يزل يستميله ويتألف قلبه حتى اخر رمق في حياة عمه.
وأقول من خبرتي في الدعوة في بلاد الغرب، هؤلاء الناس فيهم خير كثير لو وجدوا من يدلهم الطريق ويستميلهم بحسن الخلق والحكمة والصبر حيث لا تجد هذه الخصال في كثير من الناس هناك ممن يتصدرون للدعوة، والله المستعان.
لذا كن بجانبهم وناصحهم وادعهم لله بالموعظة والحسنى، والله الموفق لكل خير
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[11 - 06 - 10, 03:45 م]ـ
شيخنا بارك الله فيك هل هناك مزيد تفصيل فيما يخص هذه المعاملة والتودد والترفق، لأن البعض ينكر علينا هذا، كالسفر معهم ومشاركتهم بعض الأنشطة، وهم بالفعل كما ذكرت فيهم خير وهم من أبناء المسلمين إلا أنهم إختاروا لأنفسم ألا يعتنقوا أي دين لما رأوا من الصور المشوهة، وهل هناك كتب تعنى بذلك، رفع الله قدرك
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[11 - 06 - 10, 09:48 م]ـ
شيخنا الفاضل أبا سعيد الكناني، وفقه الله
لست بشيخ وأنبه على ذلك حتى لا يغتر بي أحد لا يعرفني فيظن بي ما ليس في، بارك الله بكم.
دعك من أبواق التثبيط وأفواه المتشدقين، فكلامهم لا يسمن ولا يغني من جوع، فهم أهل كلام لا أهل عمل، وجل وقتهم يقضونه في النقد والتهويل لا العمل. لذلك نصحتك في البداية بأن تجعل قدوتك في هذه المسألة - وكل أعمالك - المصطفى المختار عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. فإننا لا نعلم عن حبيبنا المصطفى إلا الرفق مع المسلم والكافر المسالم، فما ظنك لو أنه وقع على من هم من أهل الإسلام لكن انفصلوا عن الدين لبعد سكناهم عن أهل الإسلام ولشبه وقعت لهم؟ أهم أولى أم غير المسلمين، بل لعلك رأيت البعض يتودد لغير المسلم حتى يظهر له سماحة الدين وإذا ما اخطأ أخاه المسلم وجدته فظاً شديداً عليه وإن أنكرت عليه فعله قال هذا من باب انكار المنكر، والله المستعان على مثل هذه العقول والقلوب.
ألم ترى أنّ من رحمة الله في المرتد وهو مرتد أن أعطاه الشارع فرصة التوبة والإمهال حتى تزال عنه الشبهات! وألم ترى أنّ أهل العلم استعذروا لمن أتى بما هو مخرج من الملة إن كان بعيداً عن أهل الإسلام؟ فما بالك لو علموا أنّ هؤلاء ابناء ملتنا، وهم فينا راغبون لكن ابتعدوا لشبه وفتن كانت أكبر من طاقتهم!
لا أدري إن كان هناك كتب في هذه المواضيع، لكنّ هذه المواضيع لا تحتاج إلى كتب بل الى حكمة وفطنة وزاد من العلم والصبر والتقوى.
والله الموفق وهو أعلم وأحكم
ـ[أبو سعيد الكناني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 12:32 ص]ـ
لا فض فوك شيخنا -ابتسامة - وأسأل الله أن يعيننا و يوفقنا وإياك لما فيه الخير