[أصبح القول الشاذ معتبرا عند كثير من الناس (جواز حلق اللحية، الأغاني، عدم دخول الجن للإنس) ...]
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 05:41 م]ـ
لا شك أن ما يحدث بالساحة في هذا الزمان من إثارة للأقوال الشاذة، لحاجة في نفوس أصحابها، لهو مؤشر خطير جدا على عقول وفكر كثير من الناس، إذ إن الشاذ من القول أصبح قولا معتبرا!! عند من أشتبهت عليه المسائل الواضحات، وعند العوام وهم الأكثر والذين لا ناقة لهم ولا جمل، لكن عندما تناقشه تجده رافعا خشمة بغير علم ولا دليل تقول له قال الله قال رسوله، فلا تراه إلا مبرارا لذلك القول الشاذ ومدافعا عنه بكل ما أوتي من قوة، ثم تقول له أجمع أهل العلم في هذه المسألة، فلا تراه إلا معرضا مكابرا، والله المستعان، ولسان حاله أنتم رجال ونحن رجال، وقد رأيت من هؤلاء العجب العجاب وما يدمي القلب رثاءً لحال بعضهم، والله المستعان.
من يستشهد برأي بعض العلماء في مسألة شذوا بها عن الأمة وخالفوا الدليل صراحة لشبهة عندهم أو عدم بلوغ الدليل عندهم، ليس مبررا البتة أن نجعل ما شذ به وخالف الدليل صراحة أو الإجماع، أقول ليس مبرر أن نجعل قوله قولا معتبرا!!.
وإليكم التالي:
نقل البعض القول بإباحة الأغاني وهذا لا شك أنه قول مرجوح لمخالفته الدليل الصريح والإجماع وإليك الأدلة التي لا تجوز مخالفتها وأن من يخالف فهو على خطر عظيم بعد أن بلغته والله المستعان:
قبل ذلك نقل الإجماع على تحريم الموسيقى عشرون عالما تقريبا!! وكفاك بهذا دليلا وهذا النص:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ يَأْتِيهِمْ يَعْنِي الْفَقِيرَ لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا فَيُبَيِّتُهُمْ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. رواه البخاري في صحيحه معلقا، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة:
و قد وصله الطبراني (1/ 167 / 1) و البيهقي (10/ 221) و ابن عساكر
(19/ 79 / 2) و غيرهم من طرق عن هشام بن عمار به.
و له طريق أخرى عن عبد الرحمن بن يزيد، فقال أبو داود (4039):
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.
و رواه ابن عساكر من طريق أخرى عن بشر به.
قلت: و هذا إسناد صحيح و متابعة قوية لهشام بن عمار و صدقة بن خالد، و لم يقف
على ذلك ابن حزم في " المحلى "، و لا في رسالته في إباحة الملاهي، فأعل إسناد
البخاري بالانقطاع بينه و بين هشام، و بغير ذلك من العلل الواهية، التي بينها
العلماء من بعده و ردوا عليه تضعيفه للحديث من أجلها، مثل المحقق ابن القيم في
" تهذيب السنن " (5/ 270 - 272) و الحافظ ابن حجر في " الفتح " و غيرهما
ثم قال مما يستفاد من هذا الحديث:
تحريم آلات العزف و الطرب، و دلالة الحديث على ذلك من وجوه:
أ - قوله: " يستحلون " فإنه صريح بأن المذكورات و منها المعازف هي في الشرع
محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
ب - قرن (المعازف) مع المقطوع حرمته: الزنا و الخمر، و لو لم تكن محرمة ما
قرنها معها إن شاء الله تعالى.
و قد جاءت أحاديث كثيرة بعضها صحيح في تحريم أنواع من آلات العزف التي كانت
معروفة يومئذ، كالطبل و القنين و هو العود و غيرها، و لم يأت ما يخالف ذلك
أو يخصه، اللهم إلا الدف في النكاح و العيد، فإنه مباح على تفصيل مذكور في
الفقه،. انتهى
كفاك هذا يا أخي ولا تغتر بمن يجادل مراءً!!.
ثانيا:
المسألة الشاذة (من يقول بعدم دخول الجني للإنسي!!)
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
هل هناك دليل على أن الجن يدخلون الإنس؟
فأجاب بقوله: نعم هناك دليل من الكتاب والسنة، على أن الجن يدخلون الإنس، فمن القرآن قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} (3) قال ابن كثير رحمه الله: " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له".
¥