تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تنكيس الهامة .. من آهات النفس اللوامة!]

ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[12 - 06 - 10, 07:54 ص]ـ

تَنْكِيْسُ الهَامَةِ

مِنْ آهَاتِ النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ!

1 -

الحمدُ للهِ أحمدُه حمداً كثيراً أنْ مَدَّ في العُمُرِ حتى كتابةِ هذه الأحرفِ؛ لعلي أتداركُ الزَّمنَ بتَوْبة، وأغسلُ أثرَ الحَوْبَة، وبعدُ:

فاللهُ أجَلُّ مِنْ أن يُعْصى، بل أن يُشغل العبدُ بسواه، لكنَّه كَتبَ على عبدهِ الخطئيةَ؛ علَّه ينكسرُ عَقِبَها انكسارةً هي خيرٌ من رجزه بالتسبيحِ!

فكمْ قد تلاشتْ صَوْلَةُ الطاعةِ من قلبِ عبدٍ موفَّقٍ بسببِ الذنب؟!

وكم قد غابَ إدلالهُ بالإحسانِ، وإزراؤه بالعُصَاةِ بسببِ الإثم؟!

يعلمُ حقّاً افتقارَه، وتعبَّدَه بأسماءِ اللهِ: العَفُوِّ، الغَفُورِ، الرَّحِيمِ، اللطِّيفِ، الرؤوفِ، الحَلِيم، .... إلخ.

وقد قال النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - كما في حديثِ أبي هريرةَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في صحيح مسلمٍ -: (والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهبَ اللهُ بكم، ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرونَ اللهَ فيغفر لهم).

اللهُ أكبرُ! ما أرحمه بعبادِه، وقد قال: {اللهُ لَطِيْفٌ بِعِبَادِهِ}.

ولكنَّ الذَّنْبَ ذَنْبٌ، والجِنايةَ جنايةٌ، وإن غَفَرَها الله وتجاوزها عنها.

فإنَّ الوقوفَ بينَ يدي اللهِ غداً، وتقريرَهُ عبدَه بما اقترفَ - مع ستره عليه في الدنيا، ومغفرته له في الأخره - لحَرِجٌ وليسَ بالسَّهْلِ، ولذلكَ كان يقولُ سَيِّدُ العارفينَ الفضيلُ: (واسوأتاه منكَ وإن عفوتَ!).

فاللهمَّ سلِّمْ سلِّمْ.


وهذهِ - إخوتي الفضلاء - بعضُ الخواطرِ والآهاتِ أكتبُها مُنَجَّمةً؛ لعلَّ اللهَ ينفعُ بشيءٍ منها، أُحَبِّرُها بمدادِ النَدَمِ - وما أكثرَ ما أدَّعي النَّدمَ فيبينُ نَدَمَ وقتٍ فحسب -، وأُخْرِجُها من قَلِبٍ طالما تجرَّأ؛ فتجرَّعَ، وكُلِّي رجاءٌ أن تأخذوا العِبْرَةَ، ولا تكونوا ككاتِبِ هذه الأسطر، فما أفلحَ من تشبَّهَ بمتمرِّد!

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير