فأجاب أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له وقد قال ابن مسعود إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك وبكل حال ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلم
مجموع الفتاوى 32/ 256
فتوى العلامة بن باز رحمه الله:
حكم النكت في الإسلام نشرت بالمجلة العربية في باب: فاسألوا أهل الذكر.
س: ما حكم النكت في ديننا الإسلامي، وهل هي من لهو الحديث علما بأنها ليست استهزاء بالدين أفتونا مأجورين؟
ج: التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار من ذلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا صلى الله عليه وسلم، أما ما كان بالكذب فلا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: سنن أبو داود الأدب (4990) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 7) ,سنن الدارمي الاستئذان (2702). ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد جيد.
والله ولي التوفيق.
(الجزء رقم: 6، الصفحة رقم: 392)
فتوى العلامة العثيمين رحمه الله:
بيان ضابط الطرائف وحكمها
السؤال
فضيلة الشيخ ما ضابط ما يسمى بالنكت أو الطرائف ومتى تكون كذباً، هل يحدث الإنسان بقصة لم تقع يريد بها أن يضحك من حوله؟
الجواب
الإنسان إذا ضرب مثلاً بقصة، مثل أن يقول: أضرب لكم مثلاً برجل قال كذا أو فعل كذا وحصلت ونتيجته كذا وكذا، فهذه لا بأس بها، حتى إن بعض أهل العلم قال في قول الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ} [الكهف:32] قال: هذه ليست حقيقة واقعة، وفي القرآن: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر:29] فإذا ذكر الإنسان قصة لم ينسبها إلى شخص معين، لكن كأن شيئاً وقع وكانت العاقبة كذا وكذا فهذا لا بأس به.
أما إذا نسبه إلى شخص وهي كذب فهذا حرام تكون كذبة، وكذلك إذا كان المقصود بها إضحاك القوم، فإنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له).لقاء الباب المفتوح رقم 77
فتوى الشيخ الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية حفظه الله:
فضيلة الشيخ، إذا كذب الرجل ليضحك الناس وهم يعلمون أنه كاذب وهو ما يسمى بالطرفة والنكت هل يدخل هذا في الوعيد؟
فأجاب:النبي صلى الله عليه وسلم:كان يمزح ولا يقول إلا حقا فلا يكذب الانسان من اجل ان يضحك الناس إذا ذكر لهم نكتة أو طرفة تضحكهم وهي صحيحة فهذا لا بأس به إذا كانت الطرفة أو النكتة صحيحة واقعة فيذكرها ليروح عن الناس فهذا لا بأس به فقد كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا يعني
شيء واقع شيء صدق. اهـ.
@@@@@@@@@@@@@@@@@
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[14 - 06 - 10, 03:32 ص]ـ
السؤال
أنا أكتب في أحد المنتديات، ويوجد في هذا المنتدى منتدى ملحق به اسمه منتدى النكت والطرائف، ويُكتب فيه ما يُكتب من استهزاء وغيبة وكذب مما يقصد به الاستهزاء، أو إضحاك القراء، والتسابق في أحسن واحد يأتي لهم بشيء يضحكهم .. فكتبت لهم أناصحهم، واستمريت معهم، ولا زلت ... ولكن طلبوا مني الفتوى، طلبوا الدليل، طلبوا الحكم الشرعي في ذلك، وقالوا: نحن نقف عند أوامر الله وأوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: - الحمد لله - وصلنا معهم إلى نقطة واضحة -بإذن الله تعالى-، وهم الآن ينتظرون مني هذه الفتوى منذ أسبوع تقريباً، فأرجو منكم إفتائي في هذا الأمر، وتجليته لنا، حتى لا يبقى لأحد منهم عذر في ذلك.
الجواب (للشيخ سلمان العودة)
النكت والطرائف فيها كلام طويل، ولي فيها محاضرة مكتوبة، ومنشورة في قائمة المؤلفات في موقعنا (الإسلام اليوم). والخلاصة أن منها الجائز، ومنها المكروه، ومنها المحرم، ومنها المستحب أيضاً.فالمحرم منها ما تعلق بشخص معين، فيدخل فيه الكذب والبهتان، أو الغيبة، والهمز واللمز، ونحو ذلك.والمكروه منها ما كثر وزاد، وغلب، وأشغل، وألهى.والمباح منها ما كان في حد الاعتدال، ولم يتعلق به ذم أو منقصة لشخص، أو جماعة.والمستحب ما كان فيه ملاطفة، ومؤانسة، واقتضاه الخلق الكريم، كحديث الرجل مع زوجته، أو حديث الأخ مع أخيه، إذا قصد إزالة همه وغمه، كما في قصة الأعرابي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سأله عن الدجال، انظر ما رواه البخاري (7122)، ومسلم (2939)، من حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه - والله أعلم.
¥