تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سجادة الكترونية حاسبة للركعات: نظرة شرعية]

ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 06 - 10, 02:10 م]ـ

كان بعض الإخوة في الملتقى نقل عن أحد المواقع خبرا مفاده أن تونسيا:

توصل إلى اختراع سجادة حاسبة للركعات ذات إظهار الرقمي وهي الأولى من نوعها في العالم، ولقيت السجادة مباركة الأوساط الدينية وموافقة سماحة الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية على ترويج الاختراع حيث أكد في مراسلة للمخترع تحصلت الصباح على نسخة منها أنه «لا مانع شرعا من استعمال السجادة الحاسبة لعدد الركعات للصلاة وهي لا تشغل المصلي في صلاته بل هي تعينه على ضبط عدد السجدات والركعات بالإشارة الضوئية التي تسجلها عند الركوع والسجود.

الحاجة أم الاختراع

وعن دوافع الاختراع، قال السيد حمادي الأبيض للصباح أنه «يحدث أن يتشكك المصلي في عدد الركعات التي أداها وهل سجد سجدة واحدة أو سجدتين في إحدى الركعات، وقد يتساءل المصلي عند آدائه لصلاة التهجد ليلا (صلاة القيام) كم تراه صلى من ركعة .. وقد يتساءل عن عدد الركعات التي مضت إما فضولا أو لعزمه المسبق على أداء بعض الركعات دون البقية. المصلي في حاجة إلى برد اليقين إزاء كل هذه الشكوك وصوارف الذهن التي لا تنفك عن إحداث البلبلة بإمعان وتفكير واستدرار فيض الرحمة الإلهية حتى يقول كل مؤمن بصدق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم «جعلت قرة عيني في الصلاة «، و هو ما حدث معي في العديد من المرات حيث نسيت عدد الركعات، وكنت في كل مرة أضطر إلى إعادة الصلاة .. وهو ما جعلني أفكر في حل جذري خاصة وأننا في عصر التكنولوجيا والرقميات، وكانت ولادة الفكرة منذ ما يزيد عن أربع سنوات.

وقال المخترع أنه تعددت التجارب واستغرق «صنع «اللوحة الرقمية للسجادة وقتا طويلا كان خلاله يهدى مجموعات من السجادات للمصلين كطريقة مثلى لمعرفة النقائص وبالتالي، تطويرها.

سجادة بالأشعة تحت الحمراء

وأشار محدثنا إلى أن الشركة المصنعة للسجادات على وشك صنع نوعيات مختلفة من السجادات الحاسبة ببراءة اختراع مسجلة، ومنها سجادة للائمة تضيف لما سبق بالعرض الضوئي لكل المعطيات على شاشة واضحة للعيان عند المحراب فوقه أو إلى جانبه بحسب ما يناسب كل مسجد، وسجادة تعمل بالأشعة تحت الحمراء للأشخاص الذين لا يستطيعون السجود لعذر ما بحيث تتغير الأرقام عند الإيماء بالسجود، وكذلك رقاقة الكترونية مغلقة لدائنيا (مغلفة بمادة بلاستيكية) قابلة للطي والوضع في الجيب، وتقوم بنفس الأدوار إذا ما طرحها المصلي على سطح الأرض ليتحول السجود عليها إلى إشارة ضوئية رقمية. ويمكن غسل السجادة بعد استخراج الرقاقة الالكترونية الموجودة في أسفلها وذلك بفتح السلسلة الموجودة في قفا السجادة.

ويذكر أن هذا الاختراع سجل بالمعهد القومي للمواصفات والملكية الصناعية في نوفمبر 2008.

والخبرساقته صحيفة الصباح التونسية – بتاريخ 08 جوان 2010 -

وقد كنت كتبت حاشية على هذا الخبر تناولت المسألة من الجهة الشرعية وإنما أوردتها للمباحثة حتى ينظر الإخوة فيها وينبهوني إلى أخطاء التي ربما وقعت فيها، فقد قلت هناك:

جزاكم الله خيرا

هذا مبني على مسألة: هل الوسائل في العبادات تعبدية أم غير تعبدية؟

فمن جعل الوسائل حكمها حكم العبادة ذهب إلى أنها لا تشرع إلا بالنص حكمها حكم العبادة الأصلية كالسبحة لعد الذكر والخط لتسوية الصف في الصلاة، ومن أجل هذا حكم ببدعية استحداث هذه الوسائل، ومن الذين ذهبوا إلى هذا الرأي الشيخ الألباني رحمه الله وبعض تلاميذه

ومن العلماء من لم يعدها من الأمور التعبدية واعتبرها وسائل تنظيمية من أجل ضبط العبادة،ولهذا لم يحكم ببدعيتها وممن ذهب إلى هذا الرأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

ومسألتنا من هذا الباب

لكن أقول:

أولا: لاشك أن اقتفاء سنة المصطفى- عليه الصلاة والسلام - في العبادة -سواء في أصلها أو في وسائلها هو الأفضل والأسلم لدين المرء واتقاء للشبهات خاصة وأن كثيرا من الوسائل قد قام المقتضى على فعلها زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها

ثانيا: قد تطرأ على الإنسان حالات من السهو الفاحش وشرود الذهن إما لكبر سن أو لمرض أو كثرة وسوسة فلا مانع - إن شاء الله من استعمال - مثل هذه الوسائل لضبط العبادة وقد ثبت عن بعض السلف رحمهم الله شيء من هذا القبيل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير