تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويرى بعضهم أن الحج إلى مسجد الجند بسبع إلى بيت الله الحرام ويسميه آخرون ب الفقراء والمساكين , وهكذا يتجرأ أهل البدع على دين الله بهذه الأكاذيب والأباطيل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (اقتضاء الصراط المستقيم:581 - 582): (وكذلك سائر المساجد المبنية هناك كالمساجد المبنية عند الجمرات , وبجنب مسجد الخيف مسجد يقال له: غار المرسلات فيه نزلت سورة المرسلات , وفوق الجبل مسجد يقال له: مسجد الكبش , ونحو ذلك لم يشرع النبي صلى الله عليه و سلم قصد شيء من هذه البقاع لصلاة , ولا دعاء , ولا غير ذلك) أ. هـ.

وأما التمسح بجدران المسجد , والعمدان , وهو ما يفعله المبتدعة في مسجد الجند وغيره من المساجد فهو من البدع المحدثة , والمحدثات المنكرة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (اقتضاء الصراط المستقيم:592): (وأما مسجد النبي صلى الله عليه و سلم والمسجد الأقصى فإن ما يشرع فيهما من العبادات يشرع في سائر المساجد كالصلاة , والدعاء , والذكر , والقراءة , والاعتكاف , ولا يشرع فيهما جنس مالا يشرع في غيرهما لا تقبيل شيء , ولا استلامه , ولا الطواف به ونحو ذلك. لكنهما أفضل من غيرهما فالصلاة فيهما تضاعف على الصلاة في غيرهما) أ. هـ.

وقال رحمه الله ص:582: (وأما تقبيل شيء من ذلك والتمسح به فالأمر فيه أظهر إذ قد علم العلماء بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا ليس من شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم).

وقال ص: 580: (وأيضا فإن المكان الذي كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فيه بالمدينة النبوية دائما لم يكن أحد من السلف يستلمه ,ولا يقبله , ولا المواضع التي صلى فيها بمكة وغيرها , فإذا كان الموضع الذي كان يطؤه بقدميه الكريمتين ,ويصلي عليه لم يشرع لأمته التمسح به , ولا تقبيله فكيف بما يقال: أن غيره صلى فيه , أو نام عليه) وقال الإمام محمد بن وضاح القرطبي في كتابة البدع والنهي عنهما (صـ 91 – 92) (وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد , وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة).

وإن من الشبة التي يطرحها أصحاب هذه البدعة، هو أنهم يقيمون احتفالاً سنوياً بمناسبة دخول الإسلام إلي اليمن في أول جمعة من رجب.

فيا هؤلاء هل كانت هذه الاحتفالات بهذا المناسبات من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصاحبته الكرام , والتابعين له بإحسان؟ لا شك أنها لم تكن من هديهم , فقف حيث وقفوا , وقل بما قالوا , (فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم) , و (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ) لقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم زمناً , وفتحت في زمنه أمصار, وبلدان فهل عمل لكل بلدة احتفالاً سنوياً في اليوم الذي دخل فيه الإسلام إليها.

كان فتح مكة ذلك الفتح العظيم الذي ذكره لله في كتابه الكريم , فهل كان منه صلى الله عليه وسلم احتفالاً بتلك المناسبة؟ دخل المدينة وشع النور في جنبا تها , وأسلم الأوس والخزرج , وكان بداية تأسيس الدولة الإسلامية فيها، فهل مع هذا احتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمناسبة دخول الإسلام المدينة؟ لا, ولو كان لنقل إلينا , ولتحدث به الركبان , ولنقل فيما نقل إلينا من سنته , وهديه , وطريقته عليه الصلاة والسلام. ومالم يكن هدياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم لن يكن كذلك هدياً لصاحبته , وحملة دينه , ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين , ومنهم معاذ رضي الله عنه , (وشر الأمور محدثاتها) , (وإياكم ومحدثات الأمور) ثم مع هذه المحدثة , وهذا الاحتفال المبتدع في دين الله تعالى , أضافوا بدعة أخرى , وهي تخصيص مسجد الجند لهذا الاحتفال الذي يتعبدون الله به وهي عبادة أحدثت على غير عهد سابق , ومن غير دليل ناطق, أو برهان صادق ,وتقد م معنا كلام السلف رحمهم لله في النهي عن شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة لعبادة , وصلاة , ودعاء , واعتكاف وغير ذلك , فكيف إذا كان شد الرحال إلى هذا المسجد لبدعة محدثة , واحتفال على غير هدية صلى الله عليه وسلم.

وكم من المنكرات والبدع التي تنخر استقامة العبد , وسيره إلى الله تعالى , والتي تقع في مسجد الجند في أول جمعة من رجب.

ومنها اختلاط الرجال بالنساء , ومزاحمة بعضهم لبعض في ذلك البلاء , وإدخال القذر من الدخان والمداعة والقات إلي بيت الله تعالى , والسهر بهذه الحالة , والنحيب , والنهيق , والأذكار المبتدعة , والشهيق بطريقة مخترعة , ومنهجية مبتدعة. مصاحبة للضرب بالدفوف , والطعن بالسيوف , ولا غرابة إذا علمت إن الصوفية هم من يرعى, ويحب ويهوى مثل هذه البدع , ويروج لهذه الخدع.

ورحم الله ابن الجوزي يوم أن قال (تأملت أحوال الصوفية , والزهاد فوجدت أكثرها منحرفاً عن الشريعة بين جهل بالشرع , وابتداع بالرأي) صيد الخاطر صـ (19).

وعلى هذا فمما تقدم من الأدلة الصحيحة , وتوجيهات العلماء والنصيحة.

لا يجوز للمسلم المتبع , القاري والمستمع أن يجمع حزمه , ويشد رحله إلى مسجد الجند , ويشارك في تلك البدع الشنعاء , المخالفة للشريعة الغراء.

ولا يجوز أن يشهد الزور إذيقول تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما)

فيحرم عليه أن يكون مستمعاً ومشاهداً , أو بائعاً ومتاجراً, أو مؤيداً ومشاركاً.

وكتبة: أبو مالك عدنان بن عبده بن أحمد المقطري

4رجب 1431هـ

اليمن – تعز.

[1] قال الشيخ ابن عثيمين (وأما سائر المساجد في مكة فهي أفضل من مساجد الحل بلا شك).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير