خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ ... الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ ... وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ! بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم وَفِي حَرَمِ اللَّهِ تَقُولُ الشِّعْرَ؟!
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ((خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ! فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ)).
ثانيا: الدّعوة إلى الله.
شاع لدى أكثرنا اليوم أنّ خدمة هذا الدّين، والدّعوة لربّ العالمين، هي مهمّة الدّعاة والعلماء، والأئمّة والخطباء ..
وإنّها لإحدى الكُبَر ..
ولتصحيح هذا المفهوم الخاطئ فإنّي أدعوك إلى تأمل نقاط ثلاث في إيجاز:
· الأولى: إنّنا ركّاب سفينة واحدة، إن هلكت هلكنا، وإن نجت نجونا، ففي الصّحيحين عن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:
((مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا! فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)).
· الثّانية: هذا مؤمن (يس) يُضحِّي بحياته .. بمجرّد أن علم الحقّ في طياته .. {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)} ..
جاء من أقصى المدينة .. مع أنّ بالقرية الّتي قصدها ثلاثة من المرسلين ..
لم يمنعه وجود الرّسل في تلك البلاد، بأن يُسهِم في الدّعوة إلى ربّ العباد .. فهل من مدّكر؟
· الثّالثة: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً))، فهو خطاب عامّ لا يُستَثْنى منه أحد.
فـ (بلِّغوا) تكليف .. و (عنّي) تشريف .. (ولو آية) تخفيف ..
فالواقع الّذي يعيشه المسلمون اليوم – والله – كافٍ في أن ينفُض كلّنا الغبار عن رأسه، ويفدي هذا الدّين بنفسه، فمن آلامنا تبزغ آمالنا ..
يقولون: مع أيّ الفريقين تضلع ... فلم يبق للإحجام والصّبر موضع
فقلت: أما والله ما في قلوبنا ... لغير جلال الله، والحقّ موضع
فقد تصبح الدّنيا لإبليس شيعة ... ونحن لغير الحقّ لا نتشيّع
أنعدِل بالله العظيم وشرعه ... أباطيل يجلوها الخداع فتلمع
فأين إذن عهد قطعناه لربّنا ... بأنّا له دون الخليقة خُضَّعُ
بلى، نحن جند الله بعناه واشترى ... فلا هو يعفينا، ولا نحن نرجع
وسبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أبو جندل المغربي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سمير
ووفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو عبد الله رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:06 م]ـ
لله درك أخي سمير