[رأي البيحاني رحمه الله في السفور والاختلاط (كتاب أستاذ المرأة)]
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:45 ص]ـ
هذا نقل مطوَّل من كتاب " أستاذ المرأة " للبيحاني
أحببت نسخه ووضعه هنا للفائدة، لعل بعض الإخوة لا يعلم عنه ولم يطَّلع عليه
والشيخ رحمه الله توفي عام 1391 هـ
قال الشيخ محمد بن سالم البيحاني رحمه الله في كتابه " أستاذ المرأة " (ص 21 - 27)
• ... وحالة النَّاس في المدن والقرى ليست كحالهم في البوادي والصَّحراء، وزينة الحضريَّات بالملابس الجميلة والأشكال الأنيقة والحُلي الذَّهبيَّة ومختلف التَّزويق والتَّنسيق، تدعو إلى فتنة الرِّجال بالنِّساء ومتابعتهن في الشَّوارع والمنعطفات، والوقوف لهن على الأبواب، وفي الأماكن المظلمة.
• والبدويات اللواتي لا حظَّ لهن من الجمال والزِّينة إلا ما فطرن عليه وحباهن الله به، من رشاقة قدٍّ، وملاحة خدٍّ، وقوام مائس، وطرف ناعس، لا يُخشى عليهن وهنَّ في المزرعة والمرعى من عبث الرِّجال وفتنة المحتال، فالأماكن مفتوحة، والبيوت بسيطة، وكثرة الاختلاط في شرف القبيلة (22) وطهارة البيئة لا تمكِّن الشَّيطان من الفتنة بالأجنبيَّات ومغازلتهن بالكلام والنَّظرات، ولكُلٍّ حُكمة، والعادة إذا لم تخالف الدِّين محكَّمة بين النَّاس ...
• وكان نساء الصَّحابة ومن بعدهنَّ في العصور الأولى والإسلام عزيز الجانب، والعربي يغار لكرامة أخيه كما يغار لكرامة نفسه، كن يخرجن إلى الأسواق للبيع والشِّراء، بل ويسرن مع الجيش في الغزوات والحروب، ويسافرن مع الأزواج والمحارم حتى إلى الأقطار البعيدة والبلاد النَّائية وهنَّ خير مساعد لبعولتهن وأهلهن في الحقل والاصطبل وعلى البئر وعند النَّخيل، يجمعن الثِّمار، ويسسن الدَّواب، ويحرسن الدَّار، ويغشين المساجد للصَّلاة وسماع العلم، ويناقشن الرِّجال، ويفتين في الحرام والحلال.
• ولمَّا كثر الموالي، ودخل العجم في مختلف البلدان العربيَّة، واختلط الحابل بالنَّابل، وظهر الشَّرُّ من خبثاء النُّفوس، والذين في قلوبهم مرض، لزمت المرأة بيتها، وأمرها العلماء بالابتعاد عن المجتمعات خوف الفتنة، وخشيةً عليها من عبث الفاسق، وإباحيَّة الزِّنديق، وتوسعت الحضارة، وتقدَّمت المدنيَّة، وكثر التَّرف، وظهر الرَّقص والشَّراب، وغنَّت دنانير وأبو إسحاق، وصارت دمشق وبغداد وقربة والقاهرة كبعض العواصم اليوم في أوروبا، وسبب هذا كله المغالة في الحجاب، ومع المتدينون نساءهم عنالخروج حتَّى إلى الأماكن القريبة ومحلات العبادة إلا بحارس ورقيب لا يخاف منها، ولكن يخاف عليها.
وقال شاعرهم:
ليس التَّمدُّن أن نرى روح الحيا .... بيد الخلاعة كلَّ يوم تُزهق
والبنت يدفعها براحتها الهوى ... فتروح تهوى من تشاء وتعشق
لكنه العلم اهتدى بضيائه .... غرب البسيطة حين ضلَّ المشرق
• وجاء بعد ذلك آخرون يرون أنَّ المراة مظلومة، وأنَّ الله تعالى لم يأمرها بهذه الحالة، ولا أوجب عليها القاء في البيت حتى تخرج منه إلى القبر، فأرخوا لها العِنان، وتساهلوا معها في كل شأن، وصيَّروها تطلب المساواة بالرَّجل، وإن خالف ذلك الدِّين والتَّقاليد، وكذلك يكون النِّساء في آخر الزَّمان، وقال شاعر السُّفور:
سجنوهن في البيوت فشلُّوا ... نصف شعب يهم بالحركات
منعوهنَّ أن يرين ضياء .......... فتعوَّدن عيشة الظّلمات
دفنوهن قبل موت مريح .... في قبور سود من الحجرات
إنَّ هذا الحجاب في كل أرض .... ضرر للفتيان والفتيات
لم يكن وضعه من الدين شيء .... إنما قد أتى من العادات
• أمَّا أنا فلا أقول بالحجاب الذي لا حاجة له، ولا أقرُّ المبالغة فيه مع أمن الفتنة وسلامة العاقبة، ولا أرضى لسيدتي المسلمة السُّفور في كل مكان، وأن تختلط بالأجانب في الأسواق والمدارس وسائر المجتمعات، لا سيما وسلطان الدِّين ضعيف، والإباحيُّون كثيرون أقوياء، والأخلاق على ما نشاهد منحلَّة في المدن العامرة، والبوادي الَّتِيْ تعشش فيها كلَّ داعرة وعاهرة، وأهلها جُهَّال، والمرشدون عندهم قليلون أو غير موجودين (24)
¥